تعدّ الثّقة بالنّفس مطلباً لكثيرٍ من النّاس ، فمن منّا لا يرغب في الحصول على شخصيّةٍ قويّةٍ تمتلك زمام المبادرة في حلّ المشاكل و مواجهة معضلات الحياة المختلفة ، و قيادة فريقٍ من النّاس و توجيههم نحو هدفٍ معيّنٍ ، فالثّقة بالنّفس تزرع لدى الإنسان الذي تحلّى بها قوّةً إيجابيّةً هائلةً تدفعه لبذل المزيد من العطاء و الجهد ، و هي القوّة التي تجعل الإنسان قادراً على مواجهة التّحديات و العقبات المختلفة بكلّ قوّةٍ و بصيرةٍ ، فالثّقة بالنّفس تشحذ الهمم و توقد البصيرة و تفجّر المشاعر الإنسانيّة لتجعل حياة الإنسان أجمل و أروع ، فالوّاثق بنفسه هو الشخص الأقدر على تحقيق أهدافه ، و من ثمّ التّمتّع بحياةٍ كريمةٍ واعدةٍ ، فما هي الطرق و الأساليب التي يتّبعها الإنسان للظّفر بالثّقة بالنّفس و تقدير الذّات ؟ .
لا شكّ بأنّ الإنسان المؤمن الملتزم بدينه يتّخذ من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم معلّماً و قدوةً له في سلوكه و أفعاله و أقواله ، فمن يتأسّى برسول الله لا ريب سيحصل على الثّقة بالنّفس ، فقد كان النّبي مثالاً على الرّجل الوّاثق بربّه و بنفسه ، حيث كان يتصدّى لأمور الدّعوة و يتعرّض لصنوف الأذى ، و لم يزعزع ذلك من عزيمته و ثقته بنفسه ، و انظر إلى عبارته المجلجلة عندما راجعه عمّه أبو طالب في شأن الدّعوة حيث قال ، و الله يا عم لو وضعوا الشّمس في يميني و القمر في شمالي ما تركت هذه الأمر حتى يظهره الله سبحانه أو أهلك دونه ، و قد سار صحبه الكرام على نهجه فها هو عمّار بن ياسر و زوجته سميّة يصبرون على البلاء واثقين بنفسهم و بعزيمتهم و بنصر الله حتى أتتهم الشّهادة و بشّرهم الرّسول الكريم عليه الصّلاة و السّلام بالجنّة .
و من الأمور التي تزيد ثقة الإنسان بنفسه تغليبه الإيجابيّات في حياته و قهره للسّلبيّات ، و كذلك محاكاة المواقف التي يحتاج فيها إلى الثّقة بالنّفس فيتخيّلها و يتمثّلها واقعاً في حياته فيشحن نفسه لمواجهتها ، و كذلك على الإنسان أن يبتعد عن الأشخاص السّلبيّين ما استطاع و مخالطة الأشخاص الإيجابيّين ، و أن يعلم قدرات نفسه و مواهبه و يعظّمها في نفسه ، و أن يدرك أنّ لكلّ إنسانٍ ما يميّزه عن الآخرين فيكون كالشّامة بين النّاس .
المقالات المتعلقة بكيف يكون عندي ثقة بالنفس