محبة الله كلٌ منّا يحرص على أن يحصل على محبة الله، فمحبة الله كنزٌ لا يقدّر بثمن، محبة الله تعني أن يشعر الإنسان أنّ الله معه في كلّ شأنٍ من شؤون حياته، يحميه ويحفظه ويرعاه ويوفقه ويسعده، وأن الله المتصرّف بشؤون حياته، فلا يخطو خطوةً إلا لله، ولا يعمل عملاً إلّا أن تكون نيته رضا الله، ولا ينال محبة الله أياً من كان، فمن يستحق محبة الله لا بدّ وأن يكون على قدرٍ عالٍ من الأخلاق والدين والقرب من الله والاحسان للغير من بني البشر والخلق أجمعين، وأن تكون نفسه نفساً طيبةً لا تزرع في الأرض إلا طيباً، يراه الناس فتملؤهم النظرة إليه بالمحبة والخير والسعادة، فلا يؤذ بشراً أو حجراً أو شجراً، بل يكون مصدراً للخير في هذا الكون.
كيف يعرف الإنسان أنّ الله يحبه هناك علاماتٌ وإشاراتٌ تدل على محبة الله للعبد، ومن هذه العلامات والإشارات:
- حبّ الناس والخلق لهذا العبد وإجماعهم على محبته ومودته وأن يوضع له القبول في الأرض، ومن ذلك حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ، إذا أحبَّ عبدًا، دعا جبريلَ فقال: إنِّي أحبُّ فلانًا فأحِبَّه، قال فيُحبُّه جبريلُ، ثمَّ يُنادي في السَّماءِ فيقولُ: إنَّ اللهَ يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه، فيُحبُّه أهلُ السَّماءِ، قال ثمَّ يُوضعُ له القَبولُ في الأرضِ، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريلَ فيقولُ: إنِّي أُبغِضُ فلانًا فأبغِضْه، قال فيُبغضُه جبريلُ، ثمَّ يُنادي في أهلِ السَّماءِ: إنَّ اللهَ يُبغِضُ فلانًا فأبغِضوه، قال فيُبغِضونه، ثمَّ تُوضعُ له البغضاءُ في الأرضِ) [صحيح مسلم].
- الطاعات والعبادات تكون سهلة ومحببة إلى العبد، و ذلك توفيقٌ من الله له، ومحبةً من الله لعبده أن يسهل له أمور العبادات والطاعات على أشكالها المحتلفة والمتنوعة، فيراها العبد المسلم سهلةً خفيفةً ويجد المتعة والطمأنينة والراحة في أدائها.
- المعاصي والذنوب تكون ثقيلةً على العبد الذي يحبه الله، فمن دلائل محبة الله للعبد أن يغلق الله في وجه العبد المؤمن أبواب الذنوب والمعاصي، حتّى وإن همّ هذا العبد بالقيام بمعصيةٍ ما وجدها ثقيلةً متعبةً فابتعد عنها ونفر منها.
- الصديق والرفيق الصالح هديّةٌ من الله للعبد الصالح، فمن علامات محبة الله للعبد أن يرزقه رفيقاً صالحاً إن رآه غافلاً مبتعداً عن دينه ذكره بحلاوة القرب من الله وطاعته، وشجعه على فعل الخير والإحسان في كافة الأمور.
- اللذة في العبادة وأداء الفرائض، فيجد نفسه سعيداً مرتاحاً مطمئناً بعبادة الله وطاعته، فتراه يصلي ولا يريد أن ينهي صلاته من شدّة اللذة والخشوع والاستمتاع.