توجد العديد من أنواع الفيروسات المختلفة التي تُسبّب الزكام وليس فيروساً واحداً فقط، ويصعب على الأطباء تحديد النوع المُسبّب لكل حالة من حالات الزكام بسبب تشابه الأعراض بشكلٍ كبيرٍ جداً إلى درجة التطابق، فلا يمكن تمييزها إلّا بالفحص المخبري، ولكن هذه الفيروسات تنتقل في العادة بنفس الطريقة إلى الشخص، فيمكن عن طريق اللمس المباشر فينتقل الفيروس من الشخص المصاب إلى يدي أو وجه الشخص الآخر نتيجة السلام أو ما إلى ذلك ومن ثم إلى العينين أو الأنف أو الفم، فيستطيع فيروس الزكام العيش على جلد المصاب لمدة ساعتين من الزمن.
كما أنّ الطريقة الأخرى لانتقاله هي عن طريق الرذاذ والذي يحدث أثناء تنفّس الشخص المصاب أو العطس أو السعال واستنشاق الآخر لهذا الرذاذ كما يحدث أثناء الجلوس معه في غرفة مغلقة.
كيفيّة حدوث الزكامعندما يدخل فيروس الزكام إلى الأنف فإنّه يدخل إلى الخلايا الموجودة في الأنف ويبدأ بالتكاثر هناك، ومن ثمّ تخرج الفيروسات المتولدة من الخلية وتتكاثر في خلايا أخرى بسرعةٍ كبيرة، وينتشر الفيروس بعدها في مجرى الدّم وفي القصبات الهوائية والرئتين، وعند تكاثر الفيروس في داخل الجسم وانتشاره يأتي دور جهاز المناعة في محاربة هذا الفيروس.
يقوم جهاز المناعة في بداية الأمر بإرسال كريات الدم البيضاء لمهاجمة الفيروس الذي يعتبره الجسم كائناً غريباً، وفي حال كنت قد أصبت في هذا الفيروس من قبل فإنّ الجسم يكون قادراً على معرفته، ويكون مخزناً للمعلومات المتعلقة به وكيفية القضاء عليه، ولهذا يقوم بالقضاء عليه بسرعة، وفي الحالة الأخرى فإنّ الهجوم الأول لكريات الدّم البيضاء سيفشل وسيتم إرسال التعزيزات.
وفي الوقت نفسه فإنّ الأنف والحنجرة سيلتهبان كطريقةٍ لمحاربة الفيروس، وسيبدأ الشخص بالشعور بالتعب والإرهاق نتيجة استهلاك طاقة كبيرةٍ من الجسم في محاربة الفيروس، وإذا لم يستطع الجسم القضاء عليه بسرعة فإنّه سينتقل شيئاً فشيئاً خلال الجهاز التنفسي وسينتقل الالتهاب معه أيضاً حتى يُكوّن الجسم لقاحاً لهذا الفيروس.
ولهذا فإنّ الحصول على المطاعيم ضد الفيروسات تساعد بشكلٍ كبيرٍ على التخفيف من أعراض الفيروس وخطورة الإصابة به؛ لأنّ المطاعيم تحتوي على فيروساتٍ منهكة ومخفّفة التركيز فتساعد الجسم على تكوين اللقاح ضدّها بسهولةٍ ومن دون التعرض للإصابة بالمرض، وبذلك يستطيع الجسم القضاء عليها بسرعةٍ عند دخولها إلى الجسم.
المقالات المتعلقة بكيف يحدث الزكام