كيف نحب القرآن

كيف نحب القرآن

القرآن الكريم

القرآن الكريم كتاب سماويّ كلّ ما فيه معجز، نزل لهداية البشرية لتسترشد به في كل شؤونها وما يصلح حالها ورغم أنّ العامل بالقرآن يعيش باجتهاد ربما يجعله متعباً إلا أن القرآن يدخل الراحة النفسيّة على قلب قارئه، ويقدّم في الوقت ذاته حلولاً هامة وناجعة للعديد من المشاكل التي قد يستعصي حلّها على الناس، ومن هنا كان القرآن دواء بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

عندما نزل القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل مفرّقاً، ولم ينزل مجتمعاً، ونزول القرآن بهذا الشكل جعل جزءاً منه مرتبطاً بعدّة أحداث حدثت زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن القول أن هذا من أقوى الأدلة على أنّه من عند الله تعالى، فلو كان من عند محمد لما نزل بهذا الشكل، ومغزى الكلام أنّ كتاب الله تعالى كتاب يلامس الإنسان، ويلامس احتياجاته، ويكشف عن مكنوناته، وبما أنه نزل بهذه الطريقة، فهو مرآة لكل شخص يمكنه أن يرى من خلالها الصورة التي يجب أن يكون عليها.

طرق محبة القرآن
  • تدخل محبة القرآن إلى قلب الإنسان عندما يدرس اللغة العربية جيداً، ويعرف أسرارها، ويعرف مدلولاتها وفقاً للزمن الذي نزل فيه أي وفقاً لزمن البلاغة والفصاحة، وليس وفقاً للعربية الهشّة المنتشرة اليوم، فاليوم نرى العديدين ممن يهاجمون كتاب الله لا يمتلكون أدنى قدرة على التمييز بين الفاعل والمفعول به ويدّعون زوراً وبهتاناً إلمامهم باللغة العربية، فدارسو اللغة العربية الجادّين حتى لو كانوا من غير المسلمين أحبّوا القرآن العظيم، ودأبوا على قراءته باستمرار، وتفاخروا بأنّهم يقتنون نسخة منه في منازلهم، وأنّهم يقرأونه بشكل يوميّ، ولنا في الأدباء وعلماء اللغة العربية من المسيحيّين العرب أفضل مثال على ذلك، فهؤلاء الأشخاص أحبّوا القرآن الكريم، ودافعوا عنه أكثر من دفاع بعض المسلمين عنه، وكانوا يتفاخرون دائماً بأنهم أبناء الثقافة الإسلامية.
  • يحب الإنسان أي إنسان القرآن عندما يقبل عليه بعقل منفتح غير محشو بأفكار مسبقة، ونفس غير متحيّزة لفئة على حساب فئة أخرى، فهذا الشخص قادر على استجلاء معاني القرآن والتمتع بها.
  • تدخل محبة هذا الكتاب العظيم إلى قلب كل إنسان عندما يقدر الجمال، فالقرآن سواء كان مقروءاً أم مسموعاً جميل، وكلمات القرآن وآياته أبهرت الأدباء غير المتحيزين، وأبهرت أعظم الشعراء الذين عاصروا رسول الله، وأبهرت كل من له عقل ولب.

إنّ مما زاد من محبة الناس لهذا الكتاب القصص القرآني، فطريقة توزيع هذه القصص في القرآن كاملاً طريقة في منتهى الجمال والروعة، وطريقة سردها أيضاً لا يجد الإنسان لها أي مثيل في أي كتاب أدبي آخر، فمستوى لغة القرآن مستوى متميّز على كافة المستويات والأصعدة.

المقالات المتعلقة بكيف نحب القرآن