المدير الناجح يصنع نجاحاً لمكان عمله، ويوفّر عليه الوقت والجهد بأكثر الوسائل اختصاراً، وراحة؛ إذ إنّ نجاحه يكمن في كيفية تسيير الأعمال، والموظفين بكل هدوءٍ، واحترامٍ دون وجود مشاكل، ونزاعات، لأن توفير جو المحبة، والألفة بين الموظفين يُساهم في التطوير وتفوق العمل، وبث النشاط، والحيوية بين أركان الشركة أو المؤسسة.
والمدير الناجح يُطوّر من المؤسسة، وينهض بها نحو الرقي، والتقدم، وعليه أن يكون صبوراً، متحملاً، يعلم كل ما يحصل في أروقة العمل، ويعالج كدمات الخلل، ويُبلسم جرح الخلل بآرائه الحكيمة، وتصرفاته السديدة بالحكمة، ورجاحة العقل، وتغليبه على العاطفة، وتجنب كثرة الغضب، والبعد عن رفع الصوت، والتحدث مع الموظفين بلين، ولطف، وحسن معاشرة، كما أنه يزورهم، ويعقد معهم علاقات اجتماعية تُقوّي أواصر المحبة، والشراكة، والتفاعل الإيجابي.
ولعلّ المدير الناجح يدرك تماماً بأن الواجبات، والمهام أكثر من الأوقات لذا عليه أن يكون متفائلاً، منشرح النفس، والهيئة، وهو يعلم جيداً بأنه سينجح في مكانه، واجتماعاته إذا تغلّب على السلبيات، ووضع أمامه أهدافاً محددة، ولنجاح اجتماعاته يستعد بحرصٍ على مناقشة الأمور التي يجب طرحها، ومناقشتها، كما أنه يُوزّع جدول أعمال الاجتماع مقدماً؛ لإعطاء الفرصة للمجتمعين للاستعداد، ودعوة الشخصيات التي يجب تواجدها دون الإكثار أو الإقلال، والاهتمام الجيد بالتنظيم للاجتماع، وتحديد أهدافه الخاصة قبل البدء بالاجتماع، ثم تحديد وقت بدء، وختام اللقاء مع تنظيم أوقات للراحة وسط الاجتماع.
صفات المدير الناجحوتتنوّع أسئلة المدير الناجح في عمله كوسائل مساعدة تعينه على فهم ما حوله، فاستخدام الأسئلة التوجيهية، والاستفسارية التي تهدف للحصول على معلومات، وحقائق، والأسئلة المباشرة، الشخصية التي توجّه إلى شخص معين بذاته، والأسئلة العامّة الجماعية التي توجّه لجماعة الحاضرين، والأسئلة الغامضة التي تحتمل أكثر من معنى، والأسئلة الجدلية التي تثير الجدل بين المتواجدين، والاستفزازية للإثارة، والمغلقة التي تكون الإجابة بنعم أو لا، دون احتمال بديل ثالث، وتكمن فائدتها في لفت الانتباه للشخص الموجّه له السؤال، وتوفير الوقت، والمحافظة على الاتجاه المطلوب للحديث.
وهنالك الأسئلة المفتوحة التي تشمل الأسئلة الستة (ماذا؟ لماذا؟ من؟ متى؟ أين؟ كيف؟)، وهي التي تحث على التفكير، وتشجع على استمرار الحوار، والحديث، وتتيح للطرف الآخر فرصة المشاركة في المناقشة، وإيجاد الحلول، وتتطلّب إجابة أكثر عمقاً من "نعم"و "لا". ويستطيع المدير من خلال طرح الاسئلة تمييز شخصية الفرد، واكتشاف نوعيتها، ومعرفة سلوكها.
كيفية تعامل المدير الناجح مع الموظفينتتنوّع شخصيات الموظفين في العمل؛ فمنهم المتأخر عن موعد الحضور للعمل لأسباب مقنعة أو غير ذلك، وقتها يكون دور المدير في توعية هذا الموظّف بأهمية حضوره على الموعد المحدد؛ لزيادة فعالية نشاطه، وتركيزه، وتواصله الاجتماعي مع شركاء العمل، ومكافأته حين الالتزام بالحضور، وتحسين الأداء لتحفيزه على التطوير من ذاته، والحد من تأخره.
وهناك الشخصيّات الضعيفة في التفاعل، وهذا النوع من الموظفين لا يظهر عليه التأثير الإيجابي، دون المبالاة، والمشاركة، والتعاون، لذا يجد المدير المصارحة معه، وتقييم تصرفاته، وتفاعله، والحديث معه بخصوصية دون وجود الموظفين أمراً هامّاً، واشراكه في الحوار من خلال طرح الأسئلة، والثناء عليه أثناء العمل.
وهنالك من هو ضعيف الفهم، والاستيعاب، ويسأل أسئلة غريبة لا علاقة لها بالموضوع، ويكره التكليف بمهام ذات طابع ذهني أو تفكيري، ويحبذ الأعمال الإدارية الروتينية، ويتعامل المدير مع هذه الشخصية بالاستفادة من جهد الموظّف المتعلّق بالأنشطة، والمهام التي يجده بها، وإبعاده عن التي لا يعرف كيف يؤديها أو التي تحتاج إلى جهدٍ، وتركيز ذهني، وتشجيعه، وتسهيل الطرق، والوسائل المناسبة للارتقاء بمستواه.
إنّ نجاح الشركة دلالة على نجاح المدير، ونجاح أسلوبه، وإدارته في وضع الخطط المناسبة في المكان المناسب للموظف المناسب، وبذلك يُحقق تفوقاً ملحوظاً ملموساً يُصفّق له.
المقالات المتعلقة بكيف تكون مدير مكتب ناجح