المحبّة محبة الناس للإنسان من محبة الله تعالى، فمن أحبه الله حبّب خلقه به، وقد يتجنّب الناس شخصاً معيناً بسبب صفاته السيّئة، وقد يتقرّبون من شخص معيّن أيضاً بسبب صفاته الحسنة، ومن هنا فإن مدى تقبل الناس لشخص ما متفاوت من شخص إلى آخر، تبعاً للشخص نفسه في أغلب الأحيان والأوقات.
الإنسان بشكل عام هو من يُحدّد هل سيكون محبوباً أم لا من قبل الآخرين، وذلك من خلال ما يصدر عنه، ومن خلال ما يعكس شخصيته، ويجعل أخباره العطرة تنتشر بين خلق الله، لهذا وحتى يكون الإنسان مقبولاً اجتماعياً ومحبوباً، وجب عليه الاعتناء ببعض الأمور الهامة.
الشخص الجّاب والمحبوب - يجب أن يكون القلب مليئاً بالإنسانية؛ إذ يجب على الإنسان أن يتعاطف من كل قلبه وليس مجاملة أو تمثيلاً مع كافة المواقف الإنسانية دون محاباة، ودون تمييز، فهذا الأمر سيجعل الإنسان محبوباً من الآخرين بشكل كبير جداً.
- نشر العلم والثقافة والمعرفة في كل مكان دون احتكار؛ فهذا الأمر سيجعل الإنسان مصدر علم وخير وبركة لكلّ من حوله من الأشخاص، فالناس إجمالاً تحب الإنسان المتعلم المثقف الذي لا يبخل على الآخرين بعلمه.
- التحلّي بالأخلاق الفاضلة، والتعامل مع الآخرين بسلاسة ودون تعصب، بالإضافة إلى ضرورة الابتعاد عن أمراض القلوب كالحسد، والطمع، والتكبر، وما إلى ذلك، فكل هذه الأمور تنعكس على الإنسان وتنعكس على طريقة تعامله مع الآخرين.
- التعاون مع الآخرين دون تفرقة بينهم على أساس ديني، أو عرقي، أو طائفي، أو مذهبي، وما شابه ذلك، فكل هذه الأمور تجعل الإنسان يبدو متعصبًا، وسينفر الناس منه لا محالة.
- مساعدة الفقراء والمحتاجين، والابتعاد عن النظرة الدونيّة لهم، والعمل على الارتقاء بهم ودفعهم إلى الأمام، فمن تقرّب من هؤلاء الأشخاص كانت له مكانة عظيمة بين خلق الله، ورفع الله من مكانته في الآخرة.
- الابتعاد عن إثارة الفتن، ونشر النمائم، والمفرقات بين الناس؛ فهؤلاء الأشخاص من أكثر من ينفر الآخرون منهم، فكل كلمة يقولها أي شخص يجلس مع هؤلاء ستُحمل على معنى فيه رائحة الإفساد في الأرض.
- عدم تحميل الأمور أكثر ممّا تحتمل، واختلاق الأعذار والتبريرات لأفعال الآخرين قدر المستطاع؛ فالشيطان يتسلّل إلى الإنسان ويبث في نفسه كره الآخرين من باب جعل الدماغ يشك في أي شيء حوله يتعلق بعلاقته بمن حوله، ومن هنا فإن من يخلق الأعذار يريح نفسه دائماً، قال تعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).