هناك أشخاص مرّوا في هذه الدنيا مروراً سريعاً، وهناك من لم يستطيعوا أن يمرّوا من دون أن يتركوا أثراً حميداً طيباً عند كافة الناس، حيث أنهم كانوا قد تركوا سمعة طيبة وعلماً استفاد منه الآخرين وأسلوباً في التعامل وفي كيف يحيى الإنسان، مما جعل الناس يتخذونهم قدوات لهم ومثالاً يحتذى. ومن هنا نرى أن مثل هؤلاء الأشخاص لم يكونوا أشخاصاً عاديين إلا أنهم كانوا بعرفون كيف يتعاملون مع الناس وكيف يجالسونهم وكيف يوصلون ما لديهم من أفكار لهم وما إلى ذلك من أمور.
من أبرز الأمور التي يجب فعلها إذا أراد الشخص أن يكون مؤثراً في الآخرين أن يضبط الإنسان نفسه قدر الإمكان خاصة في الأوقات التي يكون متعباً فيها أو عندما يستشيره أحدهم في موضوع معين، فلا يجب في هذه الأحوال أن يتم توجيه الكلام القاسي وغير المناسب للناس، بل يتوجب أن نضغط على أنفسنا ونحترمهم حتى في هذه الأوقات. إضافة إلى ذلك فتقديم الخدمات للآخرين بدون أن يعرفوا من هو الذي قدمها من أفضل الوسائل التي يمكن اتباعها للتأثير على الناس، فهذا يزيد من إحساس الإنسان بقيمته وأصالة معدنة. كما أنه يتوجب التمييز بين الفعل الخاطئ للإنسان وما بين ذاته، فهذا التمييز من شأنه أن يعمل على تقدير الإنسان لذاته، فالإنسان قيمته ليست في سلوكه وإنما في ذاته، ولكن هذا لا يعني ولا بأي حال من الأحوال أن يتم غض الطرف عن السلوك الخاطئ للإنسان.
ومن أبرز الأمور أي أن يحفظ الغنسان كلمته ووعده لما لهذا الأمر من أثر عظيم جداً في قلوب الناس، فهو يزيد من احترامهم وتقديرهم له. ومن أهم الأمور أيضاً أن يحب الإنسان غيره، وأن لا يكون هدفه التحكم فيهم وفرض رأيه بالقوة عليهم، بل يتوجب استغلال جانب الليونة والعقل والحكمة في نفس الإنسان، عن طريق السماع إليهم ولوجهات نظرهم وأن لا نحبهم حباً مشروطاً، فإذا فعلنا عكس ذلك فإننا نكون قد أفقدنا الناس ثقتهم فينا.
كما ويتوجب على الشخص المؤثر أن يفرض حسن النية في تعامله مع الآخرين، وأن يفهمهم جيداً قبل محاولته إطلاق الأحكام الجزافية عليهم، وأن يشعر الآخر بأنه مقدر لوقفه وأنه يفهم ما يقوله، وأن يكون الإنسان مبادراً لإصلاح علاقته بأي شخص آخر في حال فسدت، وأخيراً يجب التواضع دائماً والاعتراف بالخطأ و الاعتذار وطلب العفو والصفح عن الناس.
المقالات المتعلقة بكيف تكون مؤثراً فى الاخرين