اللباقة تعدّ اللباقة في الكلام من متطلّبات النجاح في الحياة؛ حيث تجعل الإنسان أكثر قبولاً في المجتمع، على عكس الأشخاص الذين لا يمتلكون اللباقة في التعامل، وقد أشار القرآن الكريم إلى مبداً حسن التعامل بقوله تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) وهذا المبدأ القرآني الجليل يتضمن بالضرورة اللباقة في التعامل، ولنا في رسول الله الأعظم وباقي الأنبياء الكرام، أفضل أسوة في ذلك، فهم أكثر الأشخاص لباقة ولطفاً على الإطلاق.
قد تكون اللباقة في الكلام من المهارات المكتسبة التي يمكن للإنسان تعلمها، لهذا فإن العديدين يسعون على الدوام إلى اكتساب هذه المهارة الهامة، خاصّةً أولئك الأشخاص الذين يعملون في الوظائف الحساسة، وفي الوظائف التي فيها احتكاك مباشر مع الناس، أو حتى أولئك الأشخاص الذين يريدون حجز مقعد لهم في قلوب الآخرين، واللباقة في الكلام هي من الأمور التي تهم جميع الأفراد من مختلف الفئات وليست الفئات سابقة الذكر فقط.
كيف تكون لبقاً؟ - السعي الدائم والحثيث من قبل الفرد لتطوير شخصيته بشكل جيد، ومحاولة التخلص من نقاط ضعفه، وعلى وجه التحديد نقاط الضعف التي تظهر عليه أثناء حديثه إلى الآخرين، وبما أنّ كل إنسان أدرى بنفسه، فقد أوكلت هذه المهمة إلى الشخص نفسه؛ إذ يجب عليه أن يكون شديد الملاحظة، قادراً على التعرّف على سلبياته وأخطائه، ويمكنه أن يستعين بالأشخاص المقرّبين منه الذين يثق بهم.
- يجب على المتحدّث أن يبداً أولاً بالتحية قبل أن يشرع بالدخول في حديثه، كما ويجب عليه أن يقوم بالتفكير قبل الكلام، وأن يمتلك القدرة على ترتيب أفكاره التي ينوي الإفصاح عنها والتحدث بها ترتيباً منطقياً سلساً بحيث يكون المتحدَّث إليه قادراً على استيعاب كل كلمة ينطق بها.
- السكوت عن المواضيع التي لا يمتلك المتحدِّث فيها الخبرة الكافية، وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون الشخص خبيراً جداً في كل مجال أحدايثه، إلا أنّ الإلمام بجوانب الموضوع الذي ينوي الحديث عنه هو المطلوب، ذلك لأنّ المعرفة الجيدة بالموضوع تكسب ثقةً عالية بحديث المتحدث، كما أنها تزيد من ثقته بنفسه.
- يجدر بالشخص المتحدِّث وقبل أن يتحدَّث أن يسمع جيداً من الآخرين، وأن لا يتفوّه قبل أن يعي كل كلمة قيلت، بالإضافة إلى ضرورة عدم مقاطعته الآخرين أثناء تحدثهم، بالإضافة إلى ضرورة أن يدعم كلامه بالأمثلة حول ما يتحدّث به، مع أهمية الاعتناء بلغة الجسد، والتزام الابتسامة والهدوء أثناء الحديث، والتحدّث بصوت معتدل مسموع، وبلغة مفهومة؛ فالمتحدِّث يجب أن يراعي الفروقات الفرديّة بين من يتحدّث إليهم.