صلاة التهجد صلاة التهجد هي صلاةٌ يُصليها المسلمون ليلاً، وتعتبر سُنةً عن النبي عليه الصلاة والسلام، وليست فريضةً على كلّ المسلمين، وتُصلى بالفترة ما بين صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر، ومن الأفضل أن تُصلى بين وسط الليل والفجر؛ أي في الثلث الأخير من الليل، وبالرغم من أنّها ليست مفروضة، إلّا أنّ الكثير من المسلمين يحاولون أن يجعلوها جزءًا من حياتهم اليومية كدليلٍ على إخلاصهم وفرصةً للحصول على مزيدٍ من الحسنات والمغفرة من الله.
كيفية صلاة التهجد - الاستعداد المسبق للصلاة: يتمّ الاستعداد لصلاة التهجد بواسطة اتخاذ اللازم من أجل الاستيقاظ ليلاً قبل طلوع الفجر، أي أن يتمّ ضبط المنبه لذلك أو بواسطة مساعدة أحد أفراد العائلة من أجل الاستيقاظ للصلاة، فإن كانت نيّة الشخص صادقةً بأنّه يريد الاستيقاظ ليلًا ليصلي صلاة التهجد، ولكن لسببٍ ما لم يستيثظ وشعر بالذنب لأنّه لم يفعل فحسب الأحاديث النبويّة الشريفة، أنّ الله يأخذ بنية العبد ويمنحه النوم على سبيل الرحمة به.
- الوضوء: حيث إنّه وبعد أن يستيقظ العبد في الوقت المناسب لا بدّ له من أن يتوضأ ثمّ يحدد المكان الهادئ والمناسب ليصلّي به، وليس من الضروري أن يُصليها في المسجد بل من الممكن أن يُصليها في منزله.
- الخشوع: لا بدّ أن ينزع العبد هموم الدنيا من قلبه، هذا الشيء مهمٌ جداً عند أداء صلاة التهجد، وذلك ليستطيع العبد التركيز والخشوع في الصلاة والتفكّر بعظمة الله عزّ وجلّ.
- عدد الركعات: تتمّ صلاة التهجد على عدّة ركعاتٍ وليس هناك عدد ركعاتٍ معين، كما أنّها تصلى مثنى مثنى، أي يصلي العبد ركعتين ثمّ يُسلم وهكذا، ويمكنه أن يصلّي ما يشاء من الركعات، ركعتين أو أربع أو ست أو ثمانية أو عشرة، ولكن يجب أن يختم صلاته بركعة الوتر، ولكن من السنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّه كان يُصلّي صلاة التهجد 13 ركعةً.
- السجود: يستطيع العبد إطالة السجود كما يشاء ويدعو لنفسه وغيره ويثني على نعم الله التي أنعم بها عليه، وكذلك يطلب المغفرة من الله ليغفر له ذنوبه.
- صلاة التهجد جماعة: يمكن أن يصلّي الشخص صلاة التهجد مع عائلته، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك هو وعائشة رضي الله عنها، وأوصى بذلك الأزواج والزوجات بأن يؤدوها معاً، بالإضافة إلى أنّه يُمكن تشجيع الأطفال أيضاً ممّن بلغوا سن العاشرة على الصلاة وتعويدهم من صغرهم عليها.
الأدلة الشرعية على صلاة التهجد يوجد أدلة شرعية عن الرسول عليه الصلاة والسلام تدلّ على قيام الليل وهي:
- قول النبي عليه الصلاة والسلام: (من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أولَه. ومن طمع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ. فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ)[صحيح مسلم].
- قوله صلى الله عليه وسلم: (وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ: كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ)[صحيح البخاري].
- قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزل اللهُ إلى السماء الدنيا كلَّ ليلةٍ. حين يمضي ثُلثُ الَّليلِ الأولُ . فيقول: أنا الملكُ. أنا الملكُ. من ذا الذي يَدعوني فأستجيبَ له! من ذا الذي يسألني فأُعطِيَه! من ذا الذي يستغفِرُني فأغفرَ له! فلا يزال كذلك حتى يضيءَ الفجرُ)[صحيح مسلم].