دين الإسلام دينٌ عظيمٌ، ختم به الله عز وجل الديانات، ووجب على جميع البشر اعتناقه واتباع شرعه حتى قيام الساعة، فقد نسخ الإسلام كل شرائع الأديان التي جاءت قبله، فأرسل الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليعلم الناس هذا الدين الحنيف، حيث جاء بتعاليم عظيمةٍ، أولها توحيد الله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له والإخلاص له في ذلك، ثم التصديق بنبوة خاتم النبيين والمرسلين واتباع هديه، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً، فهذه خمس أركانٍ أساسيةٍ بني الإسلام عليها، وفي القرآن الكريم تفصيل وتبيان للأوامر والنواهي والطاعات والعبادات، فهو دستور حياتنا وكتابنا الذي نتعبد الله عز وجل به.
الصلاة ثاني أركان الإسلاماحتلت الصلاة مكانة عظيمة في الإسلام، فهي أول ما يحاسب المسلم عليه يوم القيامة، فوجب أداؤها كما فرضت وفي أوقاتها وإقامتها حق الإقامة، فقد فرضت ليلة الإسراء والمعراج، ولأهميتها كانت آخر ما وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته، وقد فرض الله عز وجل علينا خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، ولكلٍ منها وقتٌ خاصٌ بها وعدد ركعات محددة، وأركانٌ وسننٌ، وثوابها عظيمٌ من لدن الله عز وجل، فبأدائها يسعد المرء في دنياه وآخرته، فيزداد قرباً من خالقه ومحبةً له، وهي تكفر الذنوب وتمحو السيئات.
تتزل بها السكينة والرحمة، ويتضاعف أجرها وثوابها في أماكن وأوقات محددة، كالصلاة في المسجد الحرام والنبوي والأقصى، وأداؤها في جماعة، وكذا الصلاة في شهر رمضان المبارك حيث تتضاعف الحسنات ويعظم الأجر والثواب، فمن استشعر هذه العظمة فحريٌّ به اغتنامها والاستزادة منها وذلك بأداء السنن والنوافل ولا سيما صلاة قيام الليل، فالصلاة بالليل والناس نيام دليل على إخلاص العبد وابتعاده عن الرياء والسمعة.
فضل صلاة قيام الليلشهر رمضان منحة ربانية عظيمة، فهو أيام معدودات يجب اغتنامها قدر المستطاع والحرص عليها لتحصيل الأجر العظيم، فهو صيامٌ في النهار عن الأكل والشرب والذنوب والمعاصي والمحرمات والشهوات، وفي الليل صلاةٌ وقيام وتعبدٌ لله عز وجل بقراءة القرآن الكريم، وأداء صلاة القيام والتي تسمى صلاة التراويح والتي اختص بهذا الاسم شهر رمضان المبارك.
صلاة القيام وقتها واسع فهي في أول الليل ووسطه وآخره، وهي من أعظم العبادات في هذا الشهر، فقد ورد عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه }، وهي صلاة ليست بفريضة كالفرائض الخمس، بل من السنن والنوافل، وللعبد أن يصلي ما شاء له من الركعات، فلم يرد في القرآن أو عن النبي الكريم تحديداً وتقييداً لعددها، فقد ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: ( صلاة الليل مثنى مثنى).
المقالات المتعلقة بعدد ركعات صلاة القيام في رمضان