يبحث جميع الأشخاص عن مفتاح سعادتهم وسرورهم وسكينتهم، كما يحاولون قَدَرَ ما استطاعوا تطوير أنفسهم وإثبات قدراتهم وجدارتهم وطموحاتهم بشرط أن تُتَاح لهم الفرصة دون تقييد أو ترهيب، ويبدو أنّ الوسيلة المُثلى لتحقيق كلّ ما يريده الإنسان هي أن يكون إيجابياً في التعامل مع ظروف حياته المختلفة، ومع الأشخاص الدائمين والعابرين في حياته.
إنَّ الإحسان إلى النفس البشرية، والتعامل معها على أساس الاحترام وإعطائها قَدَراً مهماً من المكانة والسمو يعدُّ من أفضل الوسائل التي تقود إلى رقي الفرد وتميّزهِ بالإيجابية وسعة الصدر والرحابة، وفي مقالنا سنذكر بعض الأشياء التي تحقق للفرد الهناء من خلال إيجابيته الحياتية.
كيف تكون شخصاً إيجابياً ثق بنفسكتبرز أهمية الثقة بالنفس بتقبل آراء الآخرين، والإقرار بأنهم مختلفون عنا ولهم أنماط فكرية ونظرات حياتية تختلف عنَّا كل الاختلاف، في المقابل يجب الاستماع إلى نصائح الآخرين وتقبلها وضرورة التفريق بينها وبين الانتقادات الهدَّامة التي تهدم شخصيتنا وتضعفها.
تعلم أشياء جديدة كل يومإنّ الثقافة والعلم شيئان لا غنى عنهما في حياتنا اليومية، فالعقل أشبه ما يكون جهاز حاسوب طبيعي يحتوي على كم هائل من المعلومات المخزَّنة والمرتبة داخل الدماغ، لذلك لا بدَّ أن يكوِّن الإنسان استراتيجية خاصة به كي يتعلم أشياء جديدة بشكلٍ يومي، ويُنصح أن يحدد المواضيع والأمور التي يرغب تعلمها.
إن اختيار الموضوع أو المجالات التي نريد تعلمها يومياً يعتمد بشكلٍ أساسي على ميول الإنسان ودرجة ثقافته، فإذا كانت ثقافته ضعيفة في مجال من مجالات الفكر الأدبي أو الثقافي يجب أن ينميها ويطورها، كما أنَّه إذا أحبَّ الفلسفة فمن الأفضل التوسع في الثقافة الفلسفية إشباعاً لميوله وهوايته، لكن من المهم التنويع فيما نقرأه بشكلٍ يومي من أدب أو فلسفة أو تاريخ أو علوم مختلفة.
من أجل تحقيق هذه الغاية يُنصح اقتناء الكتب العلمية، أو الروايات، أو القصص، كما يُفَضَّل الاستماع إلى البرامج الثقافية والحوارية والسياسية، وللوصول إلى الإيجابية لا بدَّ من نبذ التعصب للرأي أو لما يتعلمه الإنسان، كما يجب تطبيق ما تمَّ تعلمه على أرض الواقع بطرق وأساليب حديثة وشيِّقة.
طوّر نفسك بانتقادات الآخرينكل إنسان يعيش على سطح الكرة الأرضية له نمط تفكير وأسلوب حياة خاص به، فلا يُمكن أن يُرضي شخص ما جميع أفراد الكون، وبالتالي فإنّ ما نسمعه من أقاويل وانتقادات الآخرين لنا يجب أن يكون بمثابة الحافز والداعم النفسي نحو الإيجابية وتقبل الآخر.
كثيراً ما نسمع قصص فشل في مرحلة من مراحل الحياة، كشخص قيل له من معلمه أنت فاشل، أو تعرض للصراخ من قِبَل والديه بسبب تدني درجات شهادته فقالوا له: أنت عديم الفائدة، أو أنت لا تصلح لشيء، أو قال مديره له: أنت لا تتقن عملك، فوجود شريحة من هذه الشرائح في حياتنا يجب أن يقودنا إلى التفكير العقلاني والتخلص من الانتقادات السلبية التي تتغلغل في عقلنا الباطني وتسيطر عليه بأننا فاشلون على سبيل المثال، وبالتالي يجب أن نتخلص من كل مسببات القلق والاحباط والاكتئاب واليأس في حياتنا كي نشعر بالإيجابية والسعادة.
قيّم ذاتك من منطلق إيجابيمن السهل أن ننصح ونرشد الآخرين، وأن نقول لهم ما يجب أن يفعلوه حتى يصبحوا ناجحين في حياتهم ويشعروا بالسعادة والراحة، لكننا في الوقت ذاته نتلاشى تقييم أنفسنا وتقرير ما نحتاجه كي نطوِّر ذاتنا وطموحاتنا.
تنشأ الصعوبة عند تقييم الذات في كوننا لا نستطيع الحكم على أنفسنا بموضوعية وشفافية مطلقة إلى حدٍ ما، لذلك يجب أن ينظر الإنسان إلى نفسه وتصرفاته وحياته ونمط تفكيره بموضوعية، مع ضرورة التخلي عن الانطباعات الأولية عن النفس، والتخلص من شعور الكمال وتعظيم الايجابيات وتقليص السلبيات.
المقالات المتعلقة بكيف تكون شخصاً إيجابياً