الإنسان الإنسان مخلوقٌ متوازنٌ عاطفياً بشكلٍ فطريّ، ويحتاج إلى الحبّ والحنان والرعاية؛ فالأمراض النفسيّة ترتبط في الغالب بسبب سوء المعاملة والقسوة وخاصةً عند الأطفال، فلقد كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم قائد الأمة الإسلامية ورسول العالمين جميعاً ولكنّه في الوقت نفسه كان أحنّ إنسان على وجه الأرض، فلم يكن يستعمل الكلمات الجارحة ولا التعالي على الناس؛ بل على العكس كان طيّب الكلمة وحنوناً ورفيقاً بكل الكائنات الحية وليس فقط الإنسان، ومن أمثلة وجوب الحنان في الشريعة الإسلامية قصّة المرأة التي دخلت النار في هرة لأنها حبستها؛ فلم تطعمها ولم تتركها تخرج لتأكل من حشائش الأرض.
كيف تكون حنوناً - كن حنوناً مع نفسك أولاً ولا تقسَ عليها لتستطيع أن تُقدِّم الحنان للآخرين، فتخيّل أنك تتعامل مع شخصٍ تحبّه عندما تتعامل مع نفسك وستشعر بتغيير طريقة التعامل؛ فالإنسان يحتاج أن يقدِّر قيمة نفسه أولاً ويشجّع نفسه على أيّ تصرّفٍ جديدٍ يريد أن يغرسه في نفسه ليتعامل به مع الآخرين.
- تقرّب من الآخرين بكلّ لطفٍ ومن دون تطفّل؛ بل اجعل طريقتك بالتقرّب محببّة وغير منفّرة، ومن هنا ستفهم شخصيّة الذي يقابلك وتستطيع أن تتعامل معه بحنان، مثلاً استمع إليه أثناء حديثه عن مشاكله، وحاول إيجاد الحلول معه ولا تلمه أبداً على أخطائه.
- كن دائماً صاحب الابتسامة الجميلة التي تبعث التفاؤل في نفوس الآخرين، وابدأ التحيّة بطريقةٍ ودودة.
- إذا شاهدت أحداً منزعجاً أو حزيناً اجلس بجانبه وأحضر له كوباً من الحليب أو فنجان قهوة، وهوّن عليه بكلّ حب ورقة، ولا تحاول استفزازه.
- أبدِ تعاطفك مع الآخرين في كلّ حالاتهم؛ فالإنسان الذي لديه هموم هو شخصٌ ضعيف في تلك اللحظات، ويحتاج إلى الكلام الطيّب والحنون ليسترجع قوّته وتوازنه العاطفي.
- لا تضرب الكائنات الحية الأخرى مثل القطط أو العصافير وغيرها؛ بل قدِّم لها الطعام والشراب وساعدها، ولا تحاول إمساكها أو سجنها في قفص.
- أحضر هديةً لأمّك أو زوجتك أو أختك؛ فالمرأة كائنٌ لطيفٌ وحسّاس ويجب التعامل معه بكل حنان، ولا يجب اتباع أسلوب القسوة معها؛ حيث إنّ ضغوطات العمل الواقعة عليك لا يجب أن تُغيّر من طريقة تعاملك مع أختك أو زوجتك أو أمك.
- فاجىء أمك أو أختك أو زوجتك بعشاءٍ خارج البيت، أو اطلب منها أن لا تطبخ في ذلك اليوم لأنك ستُحضر الطعام جاهزاً معك.
- تعامل بلطف وحنيّة مع زوجتك واستمع لشكواها، وعندما تكون مريضةً ابقَ إلى جانبها وخفّف عنها آلام المرض ووفّر لها الراحة والهدوء، وأشعرها بأنك معها وتراعي ظروفها.