محتويات
- ١ هب وقتك لطفلك
- ٢ نصائح لتكون أباً مثاليّاً مع أطفالك
- ٢.١ اجعل وقت فراغهم مفيداً
- ٣ معاملة الرسول صلى الله عليه وسلّم للطفل
هب وقتك لطفلك من المهم للغاية للآباء والأمهات قضاء وقت ممتع مع الأطفال، بشكل منتظم، وأن يكونوا أولياء أمور مثاليين بالنسبة لأطفالهم، حتى ولو أنهم مشغولون، ولكن نظراً لتغيّر نمط الحياة، أصبح معظم الآباء والأمهات غير قادرين على قضاء وقت ممتع مع أطفالهم، كأب أو أم هي مهمة شاقة، وتحتاج إلى الكثير من الصبر، وعلى وجه الخصوص إذا لم تكن على دراية وخبرة كافية لأن تُدير شؤون أطفالك، خاصة في سنوات عمرهم الأولى.
وأصبح قضاء الوقت مع الأطفال مهم جداً في هذه الأيام، لأن معظم الآباء يعملون، وليس لديهم الوقت الكافي للانتباه إلى أطفالهم، أيضاً، في الوقت الحاضر الناس يفضلون الأسر النووية، والتي تفتقر تلقائياً إلى وجود الأجداد في المنزل، لذلك يتم ترك الطفل وحده تقريباً، إما في الحضانة أو الروضة، بعيداً عن الأب أو الأم معظم ساعات النهار، وحينما يعود الأب أو الأم للمنزل في آخر النهار يكونون منهكون من التعب، ولا وقت لديهم للعب مع أطفالهم أو تفقد شؤونهم الخاصة.
نصائح لتكون أباً مثاليّاً مع أطفالك - خذ بعض الوقت للخروج كل يوم مع الأطفال، مهما كنت مشغولاً أو متعباً، ولا تعتقد أن جدول وقتك هو حصراً لك، بل هو لك ولزوجتك ولطفلك أيضاً، أي أنه لعائلتك جميعاً، وتأكد من أنك بذلك لا تُعطّل مصالحك، ويمكن أن يكون ذلك قبل وقت النوم، أو بعد مجيئك من العمل مباشرة، أو في أي وقت آخر تراه مناسباً، ويمكنك اختيار الوقت وفقاً لراحتك، على الأخذ بعين الاعتبار أن طفلك سوف يكون بانتظارك في الوقت الذي تحدده له مُسبقاً، لذلك، حاول ألا تُخيّب ظنّه؛ لأنك ستلقاه ينتظرك على أحر من الجمر.
- حاول أن تكون حاضراً بين أطفالك وقت العشاء في منزلك، وإذا كان ذلك ممكناً؛ تناول عشاء الأسرة يومياً، واستغل هذا الوقت للحديث مع أطفالك ومداعبتهم، وخلال تناول العشاء لا تجعل هذا الوقت مُخصصاً للأكل فقط، يُمكن استثماره بطريقة ممتازة بالتفاعل مع الأطفال، ومناقشتهم في أمور المدرسة مثلاً، أو أصدقائهم، ومشاكلهم وكافة أمور حياتهم التي يجب أن تستمع إليها كأب أو أم، وتأكد من أن طفلك يشاركك جميع أفكاره، ويقول لك كل ما فعله في مدرسته، هذا هو المهم، وليس من الممكن أن يُأخذ بالقوة، أو في يوم واحد، إذاً، بعشاءك معهم يومياً سيسمح له بقضاء أوقات أكثر معهم، وسوف يجد الأطفال الثقة فيك، وسيجعلونك صديقهم الأقرب، وليس مجرد أب، أو أم.
- حينما يتلقى طفلك تكريماً في المدرسة، أو يقوم بنشاط مميز يتطلّب حضورك كولي أمر، لا تهمل الأمر، وحاول اجتزاء وقتاً قصيراً من العمل لتشارك طفلك هذا الإنجاز الذي قام به، مهما كان كمه أو نوعه، أشعره أنه إنجاز جميل، واحرص على الحضور والمشاركة معه، حتماً سيفخر بك، ولن يفقدك طالما أنك بالقرب منه، وكافئه على كل ما يقوم به من أشياء جيده، حتى تُحفزه على النجاح أكثر.
- حاول مناقشة القضايا الكبيرة قبل الصغيرة مع أطفالك، هذا الأمر سيعزز ثقتهم بأنفسهم، وإذا كان لديك أي يوم سيئاً للغاية، وكنت مستاء، أو ببساطة استنفدت طاقتك، فقط عبّر لطفلك عن ذلك، واسمح له بالجلوس معك، واطلب منه الرعاية، إذا كان يأتي لتدليك رأسك دعه يفعل ذلك، فهو بذلك يُعبّر عن حبه لك، ويريد منك أن تكون بصحة جيدة وحيوية دائمة.
اجعل وقت فراغهم مفيداً
- تجنب قضاء الوقت في اللعب فقط، فعند قضاء الوقت مع طفلك لا تجعله مجرد للعب، أو مشاهدة التلفاز، حاول التحدث معه، اسأله عن يومه في المدرسة، وتبادل بعض الأحاديث الخاصة بك أيضاً، لكن كن حذراً أن تقل له شيئاً سلبياً عن رئيسك في العمل، أو أحد زملائك، لأن هذا قد يقودك إلى إحراج إذا أتى هذا الشخص إلى منزلك في المستقبل؛ خاصة وأن الأطفال عفويين، ولا يُميزون الشيء الصحيح من الخاطئ في بداية عمرهم.
- حاول دائماً الاستفادة من وقتك مع الأطفال في السيارة، فهي فرصة للتحقق في أحداث يومهم، وحول القضايا الحساسة التي تشغل بالهم، وخصوصاً بالنسبة للمراهقين، والمراهقات، وذلك لأن عدم وجود اتصال بالعين تكسر الحاجز بينك وبين طفلك المراهق، فيمكن أن يتحدث لك طفلك دون خجل، خاصة إذا ما كان مُراهقاً، فمثلاً: حينما تجلس في الكرسي الأمامي وأنت تقود السيارة، وطفلك أو طفلتك المراهقة تجلس في الخلف، حاول في هذا الوقت مناقشتهم في الأمور التي تعتقد أنها مخجلة ولا يُمكن أن يتحدثوا بها في أي وقت، فهذا وقت مناسب للنقاش.
- إذا كنت تريد حقاً أن تكون مرحاً مع أطفالك، حاول أن تتعرف على الأغاني التي يحبون سماعها، والمفضلة لديهم، لا عيب في أن تحفظ كلماتها، وتغنيها لهم، وتُشعرهم باهتمامك باهتماماتهم ونشاطاتهم وهواياتهم المفضلة، ولا مانع من أن تُقيم لهم مسابقة في الرقص مثلاً.
- استخدم وسائل الإعلام لصالحك، فيمكنك مثلاً أن تلعب مع طفلك لعبة على البلاي ستيشن، أو يمكنك أن تقدم له هدية عبارة عن اسطوانات مدمجة للألعاب، خاصة إذا كان طفلك من هواة ألعاب الحاسوب، كما يمكنكما مشاهدة فيلم كرتوني معاً، وليس هذا فحسب، بل يمكنك نقاشه بعد انتهاء الفيلم مثلاً: ما الجزء الذي حاز على إعجابك، بمعنى، لا تُشعر طفلك أنك تؤدي دوراً مطلوباً منك فحسب، بل يجب أن يشعر الطفل أنك تقضي وقتك معه هو، وليس مع الفيلم مثلاً الذي كنتم تشاهدانه.
- ممارسة الرياضة مع أطفالك شيء ممتع، كالمشي أو الجري أو لعب كرة السلة أو القدم، فهي طرق سهلة نسبياً للأطفال من جميع الأعمار، ويمكنك من خلالها إجراء محادثات مهمة بينك وبين أطفالك. وبطبيعة الحال تحقق من الطبيب بأن طفلك قادر على ممارسة هذا النظام الرياضي.
- تأكّد دائماً أن الأطفال يحبون المساعدة، فمثلاً اجعل وقت التسوّق وقت ممتع معك، يمكنك اصطحابهم إلى السوق، دعهم يحملون عنك بعض الأغراض الخفيفة، دعهم يساعدونك في تحضير العشاء مثلاً.
- اقرأ لأطفالك، وضع خطة زمنية لتقرأ لهم مثلاً فصلاً صغيراً واحداً يومياً من كتاب كبير، خاصة قبل النوم، فهذا يُعمّق العلاقة بينك وبين طفلك، وسيبقى طفلك يتذكر ما قرأته له طالما بقى على قيد الحياة.
- حاول أن تُشرك جميع أطفالك في مساعدة والدتهم في عمل المطبخ، واسمح لهم باختيار وصفة لتحضيرها في المطبخ، فهذا يساعدهم على اتخاذ القرارات في حياتهم، ويفضل أن يكون ذلك بشكل أسبوعي وليس يومي.
معاملة الرسول صلى الله عليه وسلّم للطفل من أعجب المواقف، موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال، ولم نسمع يوماً أن النبي يُعنّف طفلاً، أو يُغضب طفلاً، بل على عظيم مسؤولياته العظام يسمع أن طفلاً مات له طير، فيذهب إلى هذا الطفل، ليراعي شعوره، ويواسيه، ويحاول أن يخفف عليه بعبارات لطيفة، فقال النبي مواسياً إياه بعبارة سجع لطيفة: "يا أبا عُمير، ما فعل النُغير؟". وفي الحديث الشريف أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم".
تذكر دائماً أن قضاء الوقت مع الأطفال لا يعني أن عليك أن تفعل ذلك بطريقة روتينية، فالطفل يجب أن يشعر أنك تريد قضاء بعض من الوقت معه، ولا يريد أن يشعر بانزعاجك خلال هذا الوقت، لذلك عليك بدء علاقة جيدة مع طفلك، وفي أقرب وقت ممكن.