البحث العلمي البحث العلمي من مظاهر تقدم الأمم والشعوب، وعلى قدر الأبحاث العلمية الجادة التي تنتجها الجامعات والمؤسسات التعليمية في الدولة تُقيّم عالمياً وتحظى بالمكانة المناسبة لها، ويتميز طلابها كذلك بين أقرانهم الدارسين للتخصص نفسه، ويتدرب الطلبة على أداء الأبحاث منذ المراحل الدراسية الجامعية الأولى، خاصة في التخصصات التي يفترض أن يعمل دارسوها في المجالات البحثية بشكل عام، مثل العلوم الإنسانية المختلفة كالتاريخ، والفلسفة، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، وعلوم السياسة، وتنقسم الأبحاث في تلك العلوم إلى مقدمة، وبنية البحث، والخاتمة، وتعد مقدمة البحث من أهم العناصر التي تكوّن البحث، حيث إنها تعد البوابة التي تشجع القارئ على الدخول والتعمق في القراءة.
كيفية كتابة مقدمة البحث - كنا قد أشرنا إلى أهمية المقدمة بالنسبة لقيمة البحث ومدى جودته، ويرجع ذلك إلى كونها تظهر مدى معرفة الباحث بالمشكلة البحثية وعمق إدراكه لها من حيث طبيعتها ومنهج البحث الأنسب لتحليلها ومحاولة استخلاص نتائجها وطرح مقترحات لحلها بشكل علمي.
- بشكل عام يجب أن تكون مقدمة البحث الجيدة شاملة لكافة نواحي البحث من حيث عرض المشكلة ومنهج البحث واستخدام الطرق البحثية المساعدة كالاستبيانات والمقابلات الشخصية، ويجب أن يراعي في كتابة المقدمة عدة اعتبارات منهجية وهي:
- أن تبدأ المقدمة بتناول المشاكل العامة المرتبطة بالدراسة، كأن يتحدث الباحث التاريخي في إحدى القضايا عن المرحلة التاريخية موضوع الدراسة بشكل عام وأهميتها في التحولات التي شهدتها المنطقة مسرح الأحداث وتأثيراتها على الواقع المعاصر.
- بعد ذلك تناول القضايا الأقل عمومية والمرتبطة بموضوع الدراسة، كأن يخصص الباحث حديثه عن فترة حرب أو صعود دولة أو انهيارها في تلك الفترة.
- بعدها يدخل الباحث إلى صلب موضوع البحث ويناقش أهمية اختياره لتلك التفصيلة البحثية ودورها المحوري في صناعة الأحداث في تلك المرحلة التاريخية.
- من خلال ذلك العرض يتبين للقارئ مدى تمكن الباحث من البحث الذي قام به، ومن خلال ذكر الباحث للمنهج المستخدم في البحث، وأهم الباحثين الذين تناولوا تلك المرحلة التاريخية بالبحث والتحليل ومدى تعمقهم في نقطة الدراسة التي يشتمل عليها البحث، يتمكن القارئ من تحديد مدى قوة البحث علمياً والتزامه بآداب ومناهج البحث اللازمة لذلك الموضوع.
- هناك عدة نقاط أساسية في كتابة مقدمة البحث لا يجب أن يغفل عنها الباحث، وهي الالتزام بلغة عربية سليمة وقوية دون الوقوع في أخطاء نحوية أو إملائية، كذلك الاهتمام بعلامات الترقيم لفتح المجال للقارئ لفهم أفضل للمكتوب بسلاسة ودون تشتت، كما يجب التزام الموضوعية في عرض البحث والمشكلة وخط سير البحث.