أهمية البحث لا يُمكن لطالب جامعة أن يتخرّج من تخصصه أيّاً كان من دون أن يُطلب منه كتابة بحث، سواء كان بحثاً علمياً أو طبّياً أو دينياً أو غيره. فإنّ التمكّن من كتابة بحث هو أحد الأهداف التي يُراد أن يخرج بها طالب العلم، وفي مجتمعنا نحن بأمسّ الحاجة للتشجيع على كتابة الأبحاث بمختلف أنواعها ومجالاتها، فهي تزيد من ثقافة المجتمعات، وتكتشف المشاكل بتسليط الضوء عليها، ومن ثمّ علاجها عن طريق الخروج بنتائج، وتوصيات، بناءً على أسس البحث الصحيحة، وهُنا في هذا المقال نحن بصدد بيان كيفيّة كتابة مقدّمة بحث ديني، على أننا لن نكتب مقدّمة بحث ديني جاهزة للنقل والاستخدام، لسببين اثنين: الأول أنّ الهدف هو تدريب طالب العلم على الكتابة بمجهوده الشخصيّ، وبأفكاره المختلفة، وليس تدريبه على النقل وتكرار الأساليب في الكتابة والأفكار، أما السبب الثاني فهو أن مقدّمة البحث الديني تختلف بحسب الموضوع محلّ البحث، فمقدّمة بحث الزكاة مثلاً تختلف عن مقدّمة بحث صلاة التهجّد، أو مقدّمة بحث حول طرق أداء الكفّارات.
كيفية كتابة مقدّمة بحث ديني - بما أنّ المقدّمة لبحث ديني يفضّل أن نبدأها بالحمد لله تعالى، والصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كجزء أوّل للمقدّمة، مثال توضيحي: الحمد لله المتفضّل بالإنعام والصلاة والسلام على رسوله خير الأنام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه مصابيح الظلام ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستقام، وبعد..
- ثمّ بعد ذلك نبدأ ببيان شرح موجز عن موضوع البحث بمقدار فقرة بثمانية أسطر تقريباً، في أسطره الأولى نتحدّث بشكلٍ عام حول الموضوع، ثمّ نتكلّم بشكلٍ مباشرٍ عن موضوع البحث، فمثلاً إذا كان موضوع البحث حول الصدق، فإننا نبدأ بالتكلم عن فضائل الأخلاق، وكيف دعا الإسلام إليها، مدعّمين رأينا بآيات من القرآن الكريم، أو الأحاديث النبوية الشريفة، ثمّ نسمِّ بعضاً منها -أي بعضاً من الأخلاق الحسنة- ومن ضمنها نذكر الصدق، ومن ثمّ نُكمل الحديث عنه بشكلٍ عام.
- أمّا الجزء الثالث من المقدمة فهو ما يسمّى بـ (أهمية البحث)، فنكتب هنا سبب أهميته، فمثلاً يُعتبر الصدق ذا أهمية كبيرة نظراً للنتائج الخطيرة المترتبة على الوقوع في ضدّه وهو الكذب.
- ومن ثمّ ننتقل لفقرة أخرى وهي أسباب اختيار البحث، نعرض فيها سبب اختيارنا لموضوع الصدق، مثلاً مع أنّ الموضوع على أهميته إلا أنّ البحوث حوله قليلة وغير كافية.
- والفقرة اللاحقة هي (أهداف البحث) وهذه الفقرة نعرض فيها ما نُريد إيصاله من نتائج للقارئ.
- أمّا الفقرة الأخيرة من المقدّمة فنعرض فيها (منهجية البحث) أي الطريقة التي اتبعناها لكتابة البحث، مثلاً استخدام المنهج التحليلي الوصفي، ثمّ نبيّن تقسيمات البحث:
- المبحث الأول: ......
- المطلب الأول: ...
- المطلب الثاني: ...
- المبحث الثاني: .....
- المطلب الأول: ...
- المطلب الثاني ...
- المطلب الثالث ...
ملاحظات حول كتابة مقدّمة بحث ديني - نحرص على كتابة الآيات القرآنية مع تشكيلها وإحضارها من مصدرٍ موثوق كموقع القرآن الإلكترونيّ على شبكة الإنترنت، والحرص أيضاً على تخريج الأحاديث النبويّة، وكتابتها بشكل صحيح من دون تحريف ولو كانت بالمعنى المطلوب.
- الانتباه للصياغة واللغة، فالصياغة يفضّل أن تكون سهلة سلسة يفهمها القارئ العادي بسهولة، لأنّ البحث الذي نريد كتابته سيقرؤه كافّة الناس، بمختلف الأعمار، وبمختلف القدرات الاستيعابية، أمّا اللغة فيجب أن تكون سليمة غير ركيكة وخالية من الأخطاء الإملائيّة والنحويّة واللغويّة.
- مقدار المقدّمة يكون تقريباً صفحتين، أو ثلاث، فإن طالت ملّ القارئ وفقدت قيمتها كمقدّمة، وإن قلّت أصبح فهمها قاصراً.