رمضان هو أحد أعظم شهور السنة على الإطلاق، وهو شهر حباه الله سبحانه وتعالى بالعديد من الميزات التي لا توجد في غيره من الشهور، فهو الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، وفي فريضة الصوم، وهي الفريضة الوحيدة التي لا يوجد أي طريقة لقياس أجرها وثوابها، فالأجر على هذه الفريضة بيد الله وحده، قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، أي لا يوجد تحديد لمقدار الأجر، الله سبحانه وتعالى وحده الذي يُجزي به، فهو ليس مثل الصدقة، فحسنة الصدقة على سبيل المثال بعشر أمثالها حتى سبعمائة ضعف، أما هنا فلا يوجد مقياس. كذلك حبا الله رمضان بليلة هي من أعظم الليالي، وهي ليلة القدر، وهي كما جاء في كتابه الحكيم (يْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، أي أن العبادة في هذه الليلة خيرٌ من عبادة ألف شهر؛ أي ما يزيد عن ثلاثة ثمانون (83) عاماً.
هذه الفرصة العظيمة للأجر الكير والثواب العظيم تأتي مرة في عام، فيجب على المسلم أن يقوم على استغلالها بأفضل طريقة ممكنة، ونقدِّم طريقة مقترحة لكي تقضي هذا الشهر الكريم بحيث تحصل على أكبر أجرٍ كما وعد الله سبحانه وتعالى. من الأمور البديهية التي يمكن أن نقولها هو إحسان الصيام، فلا يكون نافِراً ولا مُنفِّراً أثناء صيامه، وإن قال له أحدٌ ما يكره فلا يجادله ولا يُقاتله، بل يقول كما علَّما إمام البشرية المصطفى عليه الصلاة والسلام (إني امرءٌ صائم) أو (اللهم إني صائم)، وفضلاً عن المنافع الصحية العديدة للصوم، فقد جُعِل الصوم في رمضان وِقاية من النار وعذابها. السحور، فيه فضلٌ كبير وأجرٌ عظيم، فهو ليس فقط وجرد مجبة حتى تستطيع أن تكمل يومك صائماً، بل إن فيها أجراً كبيراً. وننصح الإخوة والأخوات بكثرة الإستعفار والتسبيح وخصوصاً في ساعات السحر، وهي الجزء الأخير من الليل، تخيل كم للاستغفار والتسبيح من أجرٍ في الأيام العادية، ولهم المزيد في شهر رمضان المبارك لقوله صلى الله عليه وسلم (ذاكر الله في رمضان مغفورٌ له وسائل الله فيها لا يخيب). القرآن يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، فتخيل الأجر الأكبر لقراءة القرآن في رمضان، يمكن أن تختم القرآن خلال هذا الشهر الفضيل بشكل بسيطٍ جداً، وهو أن تقرأ صفحتين من القرآن الكريم قبل كل صلاة وبعدها، فبذلك تُنهي في كل يوم عشرون صفحة أي جزءاً من القرآن، أي أنك ستقرأ القرآن كاملاً مرة واحدة على الأقل خلال الهر الكريم.
أكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإكثار من النوافل، صلاة التراويح وقيام الليل، لا نقول أن نصلي الليل كله ونقوم الليل بطوله، ولكن ثلاة أو خمسة ركعات لها أجراً عظيماً، الإكثار من الصدقات وصلة الرحم، فهذه فرؤصة كبيرة لنزع الأحقاد ومحو الخلافات بين الناس، لأن المُسبب الأكبر بها وهو الشيطان مُصفَّد وغير قادر على الوسوة بالسوء، فيمكن نزع الخلافات بين ذوي الأرحام. عمل الولائم لإفطار الصائمين، فهذه أجرها كأجر الصائم لا ينقص من أجره شيئاً، وهي ما ننصح به الذين لا يقدرون على الصوم لعذرٍ شرعي؛ حتى يحصلوا على الأجر العظيم. لا يوجد جدول معتمد لأعمال الخير أو التي يمكن فعلها في رمضان، يمكن لكل شخصٍ أن يثضع قائمته الخاصة بالأعمال التي يريد أن يفعلها خلال أيام شهر رمضان، ثم يتأكد من نسبة إنجازه لهذه الأعمال في نهاية كل يوم، وكل ما يزيد عن تلك القائمة هو خيرٌ على خير.
يبلغ عدد أيام شهر رمضان في كل عام إما تشعة وعشرون (29) يوماً أو ثلاثون يوماً، وهو ما يُعادل 8% من السنة، ألا تستحق قليلاً من الجهد الإضافي في هذه الفترة للحصول على أجرٍ كبير كما وعد الله سبحانه وتعالى؟ لا يوجد حدود لعمل الخير ولا لما قد ينفعنا يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، وكل ما يزيد كان أفضل، وكل ما نقص كان من سوء حظ العبد لنفسه.
المقالات المتعلقة بكيف تقضي رمضان