إنّ سرعة البديهة هي فنٌ وعلمٌ يستطيع أي شخصٍ أن يتعلمه، ومن خلال تعلّمها تستطيع أن تنميَّ ثقتك بنفسك، فإنّك بمجرد أن تعرف كيفية التصرف بمهارة في المواقف السريعة، ستكون قادراً على إبهار أصدقائك وأعدائك في أي وقت من الأوقات، وسأورد عليك في هذا المقال جملة من المبادئ والأدوات والأخلاقيات العملية التي تعينك على اكتساب هذه المهارة والتمتع بها.
كيف تصبح سريع البديهة - حَسِّن مهاراتك في التفكير السريع؛ فلقد ارتبطت البداهة بسرعة الجواب وذكائه، وهي تعتمد في ذلك على التفكير السريع والتمييز بين المواقف، و ليس كلٌّ منا معتاد على القرارات أو الإجابات السريعة على الأسئلة في المواقف المختلفة، وبالنسبة لأولئك الذين يُثارون بسهولة، فإنّ سرعة البديهة قد تعتمد على حفظ بعض الإجابات القياسيّة الاحتياطية للملاذ بها في حال عجز عقلك عن اللحاق بالفكرة الملائمة للموقف.
- اقضِ بعض الوقت بجمع مجموعةٍ من الردود والعبارات الّتي تجدها جيّدة وقم بتعديلها لتناسبها مع ظروفك المختلفة، ابحث عن بعض المشهورين بامتلاكهم البديهة السريعة، واقرأ لهم وتعلم منهم، ويوجد الكثير منهم في التراث العربي مثل: عبد الملك بن مروان، والأعمش، والجاحظ وغيرهم الكثير ممّن يمكنك أن تجدهم بقليل من البحث على الإنترنت.
- درّب عقلك بكتابة بعض محادثاتك السابقة مما تتذكّر، تلك التي تتمنى لو كنت قد برعت فيها، استبدل ذلك السيناريو الماضي بأفضل سيناريو مُنعِش، قم بتحليل هذا السيناريو واستخلص منه نقاطك المفيدة واعمل من هذه النقاط لتوجيه ردودك في المستقبل، وتذّكر دائماً أنّ الإيجاز هو روح الفصاحة.
- حاول أن تهتمّ بجمع معلوماتٍ ومصطلحات عن تلك المواضيع التي تكثر فيها النقاشات والمناظرات في عالمك، فإنّ سرعة البديهة تتوقف على ثقافتك ومقدار علمك وإحاطتك بموضوع النقاش أو الجدال.
- التزم الهدوء، ولا تغضب، أو حتى تنزعج قليلا، وضع في اعتبارك أن شتائم خصمك لا تستحق أن تضيع عليها وقتك أبداً، وأن الغضب لن يساعدك في أي وقت أبداً، ومن الضروري أن تفصل نفسك عن أقوال الشخص الذي أمامك وأن تحاول التركيز على ما قيل بهدوء وموضوعية. ابقِ تصميمك على التزام الهدوء والسكينة وحاول أن تدرّب نفسك أن تكون مرحاً ومتفائلاً دائماً حتّى لو كنت غاضباً للغاية في الداخل، في الخارج كن هادئا، تمرّن أن تقول لنفسك هذا وسوف تستجيب لك أفكارك، وكُنْ واقعيّاً، فإنك لن تأخذ تعليقاً مهيناً إلى قلبك إذا كنت محفاظاً على نظرة واقعية لنفسك.
- تذكّر أن الخدعة وراء الاستجابات البارعة هي السرعة والقاعدة هي أنّك إذا تردّدت فقد ضِعْت وفَقدْت الجولة. ليس لديك الوقت للتفكير في مدى وقاحة أو ظلم أو قبح ما قيل للتو، بدلاً من ذلك تعامل معها مثل اللعبة، وستصبح عندها الإهانة مجرد كرة تمزقها في وجه خصمك، لا تتأخّر وإلّا سوف تخسر.
- بالنسبة لثقتك بنفسك، عليك أن تكون على استعداد لدخول المعركة متمتعاً بروح المواجهة بدلاً من الشعور بالخشية أو التقليل من روح التحدي في ذلك الموقف، سيكون من الأفضل أن ترى المواجهة كدعوة للعب بدلاً من سبب للشعور بالإهانة.
- تجنّب التعالي أو التفوق في نبرة الصوت، وتجنّب أن يظهر في صوتك شعورك بالأذى أو الإهانة، ارجع إلى هدوئك الواثق وتحدّث ببراعة وبشكل واضح، وبسرعة، وبكل ثقة حاول أن تبدي ابتسامةً في صوتك وعينيك.
- لا تُكرّر نفس النقاط، ففي معظم الحالات يجب أن تكون ردودك البارعة كافية وقاضية لإنهاء المسألة، مواصلة المناقشة أو تقليب النقاط يرجح أن يُضعف تأثير ما تقوله.
- احترم نفسك وخصمك كذلك، فالكلمات لها القدرة على الإيذاء، لذلك تأكّد من أنّ كلماتك تراعي كرامة الشخص الآخر مهما كنت تكره الشخص الآخر أو ما يقوله، وفي المقابل، لا تدعه ينال منك، وقد قال أحد الحكماء: "لا يمكن لأحد أن يسيء لي دون إذن مني ".