الإيمان بالله أوّل أركان الإسلام شهادة أن لا اله إلاّ الله وأنَّ مُحمّداً رسول الله، وكذلك أوّل أركان الإيمان هوَ الإيمان بالله تعالى، فلا يوجد أهمّ من يقينك بوجود الخالق وإيمانك بقُدرته وعظمته جلّ جلاله، والإيمان بالله تدلّك عليه الفطرة، ويهديك إليه الأنبياء والرسُل وأتباعهم من أهل الحقّ، ومن عقيدة أهل السُنّة والجماعة بالنسبة للإيمان أنّهُ يزيد وينقص، لذا سنتطرّق في هذا المقال إلى كيفيّة زيادة الإيمان بالله تعالى، والارتقاء في سُلّم التوحيد.
كيفيّة زيادته - الزيادة في الطاعات زيادة في الإيمان، والقيام بِما افترضهُ الله عليك من العبادات زيادةٌ في الإيمان، فكُلّما ازددت طاعةً وازددتَ التزاماً بالفرائضِ والنوافل والسُنن الرواتب أحبّك الله، وما تزال تتقرّب إلى الله حتّى يُرخي عليك أستار المحبّةِ والقُرب، فيُدنيك منه جلَّ جلاله، وعندها تستنير روحك بنور الإيمان ويُلقي الله في روعك محبّة الطاعات، فتجد لها لذّةً وحلاوةً ومُتعةً، وهي حلاوةُ الإيمان التي لا يعرفها إلاّ من ازداد الإيمان في قلبه.
- التفكّر في آيات الله المنظورة، وهيَ خلق السماوات والأرض، والنظر في الكون واتّساعه واتّساقه وانتظامه، وأن تتأمّل دقّة حركة الأجرام السماويّة، انظر إلى الشمس كيف تُشرق وتغرب كلّ يوم بلا تأخير أو اضطراب، وكيف أنّ بينها وبين الأرض مسافةً محسوبة لا تزيد ولا تنقص، فلو اقتربت أكثر بقليل لاحترقت الأرض ومن فيها، ولو ابتعدت قليلاً لتجمّدت الأرض ومن فيها، ولكنّها محسوبةٌ بدقّة متناهية، وهذهِ بعض الأدلّة المنظورة التي ينبغي أن نتفكّر فيها لزيادة الإيمان في قُلوبنا، ولا ننسى أنَّ في أنفسنا آيات جِسام من حيث الخلق والتكوين، وكيف أنَّ الله يخلق بشراً من ذكرٍ وأنثى، فإذا هوَ إنسان مُتكامل الخلقة، وهذا من بديع خلق الله جلّ جلاله، ويستحقّ الإيمان بقدرته وكماله سُبحانهُ وتعالى.
- التفكّر في آيات الله المسطورة، وهي آيات القُرآن الكريم، وكيف أنّ هذا القُرآن هو كلام الله المُعجز، الذي تحدّى بهِ الإنس والجنّ أن يأتوا بآيةٍ من مثله، فعجزوا وخابوا أن يأتوا به، ويزداد إيمانك بالله سُبحانهُ وتعالى كُلّما ازددت تفكّراً وتدبُّراً في آيات القُرآن الكريم، وخُصوصاً إذا نظرت في إعجاز القُرآن الكريم، حيث أظهر العِلم الحديث حقائق علميّة كانَ السّبق للقرآن الكريم في الحديث عنها، قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام، وهذا دليلٌ أنّ هذا القُرآن الكريم هوَ من عند الله سُبحانهُ وتعالى.
- مُجاهدة النفس ومُجاهدة الهوى، ومُجاهدة الشيطان سبيلٌ للهداية، فكلّما جاهدت في سبيل شيء أحسست بقيمته، وكذلك مُجاهدة النفس والشيطان والهوى في سبيل الإيمان بالله ترفع من إيمانك.