الحجاب كرّم الإسلام المرأة تكريمًا عظيمًا، فبعد أن كانت المرأة في عصور الجاهليّة تُعامل معاملة مهينة، جاء الإسلام ليعلي من شأنها، ويؤكّد على أنّ النّساء هنّ شقائق الرّجال ونصف المجتمع الذي لا يُستغنى عنه بحالٍ من الأحوال، ولقد كان من مظاهر تكريم المرأة في الشّريعة الإسلاميّة أن فرض الله تعالى على نساء الأمّة لبس الحجاب، وحين تنكر المجتمعات الغربيّة الحجاب وتعتبره تخلّفاً عن ركب الحضارة والتّمدّن فإنّها تتناسى أنّ ما تعتنقه من دين قد أكّد على هذه الفرض، قبل أن تتسلّل أيدي العابثين إلى شريعة الله وكتبه فتُحرّف الكلم عن مواضعه، فالحجاب هو فريضة عرفتها البشريّة من قبل في جميع الشّرائع السّماويّة التي نزلت على الأنبياء من قبل كاليهوديّة والمسيحيّة، فما هي فوائد حجاب المرأة المسلمة بالنّسبة لها ولمجتمعها الذي تعيش فيه؟
فوائد الحجاب - يصون الحجاب المرأة المسلمة من نظرات الرّجال المحرّمين عليها، فالمرأة المسلمة غاليةٌ عند الله تعالى، وإنّ من شأن خلع الحجاب أن يظهر مفاتن المرأة أمام الرّجال، وبالتّالي تكون سلعة رخيصة يراها الجميع، أمّا الحجاب فهو الذي يدرأ عن المرأة نظرات العابثين ويدفع عنها كلام المغرضين.
- يعطي الحجاب المرأة المسلمة الهيبة والوقار ويعلو محيّاها نور الإيمان، فالمرأة المسلمة حينما تستجيب لأمر الله تعالى فتضع الحجاب ابتغاء مرضاة الله تعالى يرضى الله تعالى عنها فيلبسها نورًا من نوره، كما تكون لها هيبتها في نفوس النّاس الذين ينظرون إلى حرصها على وضع الحجاب الذي يخفي زينتها ومفاتنها فيدركون أنّها امرأة تحفظ كرامتها وتصون نفسها، فيحذرون من الاقتراب منها أو إيذائها بالقول أو الفعل.
- يؤدي الالتزام بالحجاب إلى طهارة المجتمع ونقائه، فالمجتمع الذي تظهر فيه النّساء مفاتنها ولا تتورّع فيه عن كشف عوراتها هو مجتمع تسوده الفوضى والانحلال والإباحيّة والتّحرر من معاني الأخلاق والقيم النّبيلة، بينما يؤدّي التزام النّساء بالحجاب في المجتمعات إلى سيادة طهارة القلوب؛ لأنّ الأعين لا ترى ما حرّمه الله تعالى من مفاتن وعورات لا يحلّ كشفها.
- يعطي الحجاب الأمّة الإسلاميّة تميّزها بين الأمم، فما نراه الآن في المجتمعات الغربيّة من تحرّر وكشفٍ للعورات، وما يتبعه ذلك من شيوع الرّذيلة والفاحشة، وزيادة حجم الجرائم الأخلاقيّة من اغتصابٍ وهتكٍ للأعراض، يجعل الأمّة الإسلاميّة التي تحرص نساؤها على ارتداء الحجاب أمّة مميّزة كالشّامة بين الأمم بحيث يتطلّع إليها الغرب الذي يفتقد القيم والأخلاق كأمّة تستحق أن يُقتدى بها في جميع شؤون حياتها.