كيف تخطط لوقتك

كيف تخطط لوقتك

إنّ الوقت أغلى ما يمكن أن يملكه الإنسان؛ فهو ما يجلب كل شيء فإنك تحتاج الوقت للحصول على المال وإنجاز العمل والاهتمام بالنفس وغيرها من الأعمال اليومية، ومن يدعي عدم توفر الوقت لديه هو بطريقة غير مباشرة يشكو عدم تخطيطه الجيد واستثماره للوقت بطريقة تسمح إيجاد الوقت اللازم لكل عمل يسعى لإنجازه، إننا – فعلياً- لا ندير الوقت بل ندير أنفسنا إننا حين نستعد للتخطيط واستثمار الوقت بشكل دقيق وفعال نكون قد أدرنا ذواتنا وبرمجناها على الإدارة والمنهجية السليمة للتحكم فينا حيث لا فائض من الوقت لإضاعته سدى .

إن الخطط الحياتية والأهداف الشخصية تقسم إلى قريبة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى ؛ حيث التخطيط سر النجاح إذ لا وجود للعبثية والعشوائية في حياة الناجحين؛ فالخطط قربية المدى تمتد من يوم إلى سنة، والخطط متوسطة المدى تمتد من سنة إلى خمس سنوات والخطط بعيدة المدى تمتد من خمس سنوات إلى عشر أو عشرين سنة؛ إذ لابد لكل منا أن يكون لديه تصور مبدئي عن حياته المستقبلية وعن مسيرة حياته، وإلى أين يتجه، فكل هدف يضعه المرء نصب عينيه عليه أن يتبعه بسؤال:" لماذا هذا الهدف وماذا أستفيد منه وما مردوده المادي والمعنوي والاجتماعي؟ وهل هذا الهدف يحقق ذاتي ويجعلني أفضل؟ ويقربني من الله تعالى هل يحقق غاية وجودي في الأرض وينفع الخلق؟" . وإلا ما قيمة تحقيق هدف لا طائل من ورائه ! الكثير من الناس يعيشون بلا تخطيط أو استثمار لسنوات حياتهم، وكل ما يصدر منهم هو محاولة تكيف مع الظروف الخارجية، وليس هناك مقود يتحكمون هم به تجاه ما يرغبون فيه ، والبعض أسوء حالاً إذ لا يعرف أين يذهب، فالتيار هو ما يحركه كيفما شاء .

إن التخطيط والتنظيم أسلوب حياة ، ونهج يتبعه المرء حتى يصبح صميماً في الشخصية ؛ فأفعال كل منا في الحياة أفعال عاجلة ومهمة معاً، وافعال غير عاجلة لكنها مهمة، وأفعال عاجلة وغير مهمة ، وأخيراً تلك الأفعال غير العاجلة وغير المهمة . حين يكون تركيز أحدنا على أول قسمين سيجد أهدافه المبتغاه حققت بشكل جيد، وحين يركز بشدة على آخر قسمين سيجد اللاثمرة من محصلة حياته. وتحت تلك الاقسام تندرج الأعمال اليومية إذ لابد أن تصنف تلك الأعمال إلى جوانب عدةن فلا قيمة للتخطيط إن شمل جزءاً أو اثنين فقط من جوانب الحياة؛ فالحياة تعاش بتوازن وتكامل، فهناك الجانب الروحي والمادي والمهني والعائلي والاجتماعي والصحي والشخصي، إذ لابد لكل جانب أن ينال حظه الوافر تبعاً لأهميته ؛ فالجانب الروحي هو الجانب الأول والأولى أن ينال الكثير من الاهتمام، ومنه ينبثق أفراداً صالحين مصلحين بكافة اشكاله وتنوعه بدءاً من الاعتقاد والعبادة القلبية انتهاء بالمعاملات والعلاقات الاجتماعية، فالمنظومة الاسلامية كفيلة بإخراج أشخاص فعالين أصحاب تغيير إيجابي يكسبون دنياهم وآخرتهم، وبعد ذلك يأتي الجانب الصحي وهو امتداد للجانب الروحي وتكملة لأسسه، إذ لا إنجاز للسقيم العليل، ولا شغل شاغل له إلا شفاؤه، لذا عليه أن يولي المرء اهتماماً كبيراً لصحته ويحافظ عليها ليتمكن من إنجاز أهدافه كما أن اهمال الجانب الأسري العائلي يوجد افتقار النفس وخواءها، وينزع انتماءالوحدة الواحدة فالعائلة الموطن الأساسي وركيزة الانطلاق، لذا فالناجحون لا يفكرون ابداً في اهمال هذا الجانب، ويدعمونه بالجانب الاجتماعي الذي يتشكل بشبكة واسعة من العلاقات الكبيرة المفيدة. والجانبان المالي والشخصي مرتبطان معاً إذ إن بناء مهارات جديدة للفرد، وتنمية مواهبه وقدراته الشخصية تجلب له المزيد من المال، وتساعده على النمو المالي السريع إذ إن المادة أساس الانطلاق للأهداف الكبرى .

لذا تختلف طرق التخطيط والتنظيم اليومي، فاستثمار الوقت ضرورة لكن منهجية الاستثمار تختلف من فرد لآخر على أن يشمل كافة الجوانب السابقة، ويعطيها حقها بحثاً عن التوازن الحياتي وتحقيق غاية الوجود الانسانية .

المقالات المتعلقة بكيف تخطط لوقتك