استطاع الفاروق خلال فترة حكمه أن يبعد جميع الإنجليز الذين كانوا يعملون في القصر باستثناء صيدليّ، وإزالة معظم الامتيازات لصالح السفير البريطانيّ في البلاد المصريّة كوجود حراسة مشددة في مبنى السفارة، والاستقبال الرسميّ عند قدومه إلى أرض البلاد، وإنشاء العديد من الوزارات كالشؤون الاجتماعيّة، ونقابة الصحفيّين، وقام بسنّ قانون للضرائب على الأرباح في مجالات التجارة والصناعة، وكان كريماً يتصدّق على الفقراء.
وفاة الملك فاروقتناول الملك فاروق في العاصمة الإيطاليّة روما عشاءً في المطعم الشهير آيل دي فرانس في ليلة 18 من مارس لعام 1965 ميلاديّة، وتوفي بعدما وضع له سم الاكوانتين بعصير الجوافة الذي كان على المائدة، والذي تمّ وضعه بيد واحد من رجال المخابرات المصريّة إبراهيم البغداديّ، حيث كان يعمل البغداديّ بوظيفة جرسون في المطعم، وذلك بتكليف من قبل القيادة السياسيّة، وبعد إكماله من تناول العشاء الكبير بدأ ضيق التنفس يزداد شيئاً فشيئاً مع احمرار شديد في الوجه، وتمّ نقله إلى المستشفى بواسطة إحدى سيارات الإسعاف ثمّ توفّي، وكان الرأي الأوليّ للأطباء الإيطاليين بأنّه ذو بنيّة جسميّة بدينة جداً، وكان يُعاني من ضغط دم عالٍ، وله شرايين ضيقة، ونتيجة لذلك سيقتله تناول الطعام الكثير والمعروفة باسم التخمة.
كانت مسألة دفن الفاروق متشبكةً كثيراً؛ حيث كتب الفاروق في وصيته بأنّ يدفن في بلاده المصريّة وتحديداً في مسجد الرفاعيّ، إلّا أنّ جمال عبد الناصر رفض ذلك، وأمر بإعادته إلى روما ليتمّ دفنه هناك، إلّا أنّ عائلة الملك فاروق قدمت واسطة لعبد الناصر من خلال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، واستجاب عبد الناصر لذلك بشرط أن لا يدفن في المسجد الرفاعيّ، ووصل جثمانه في اليوم الحادي والثلاثين من مارس من عام 1965 ودفن في حوش الباشا الذي فيه قبر إبراهيم باشا بن محمد على باشا وهو جده، وتُعرف هذه المنطقة باسم الإمام الشافعيّ، وفي عهد الرئيس أنور السادات خلال السبعينات استجاب لطلب أسرته وتمّ نقل رفاته إلى مسجد الرفاعيّ في ظلّ وجود حراسة أمنيّة مشددة، ليدفن بجانب والده الملك فؤاد، وجدّه الخديوي إسماعيل.
المقالات المتعلقة بكيف مات الملك فاروق