كيف تتعلم فن الرد

كيف تتعلم فن الرد

فن الرد

يصادفنا جميعاً مواقف مختلفة لا نتمكّن فيها من الرد بالطريقة التي نريدها ونشعر بها، وذلك إما بسبب مفاجأة الموقف، أو التوتر، أو جدة الحديث وعدم درايتنا به بالطريقة الكافية للرد الوافي والمفحم، ومع تباين الأشكال الثقافية في المجتمع الواحد في العصر الراهن أصبح الرد على الآخرين فناً ووسيلة للنجاح في الخروج من مختلف المواقف الصعبة والمفاجئة، فهناك من يتمثل الثقافات الغربية في حديثه وتعامله وأفكاره، وهناك من يتشدّق بعبارات غامضة في محاولة لإكسابه طابعاً غامضاً وعميقاً، وهناك من لا يجيد التحدث وفق القواعد البسيطة للحديث وما تمثّله تلك القواعد من آداب حضّ عليها الإسلام، ويجب على المرء معرفة أصول فنون الرد لتسهيل التواصل مع الآخرين على اختلافاتهم.

كيف تتعلم فن الرد أصول فن الرد

بالرغم من انتشار الجمل المقتبسة عن المشاهير وردودهم المفحمة لأشخاص حاولوا إحراجهم، إلا أنّ تلك الردود وكل تلك الاقتباسات لا تصبح فعّالة في زمن تتطور فيه المعارف باستمرار وأصبحت التكنولوجيا وسيلة للتبادل الثقافي السريع لدرجةٍ أصبح تطور الألفاظ والمصطلحات المتداولة يتم يومياً بعد أن كان يستغرق عشرات السنوات في الماضي، لذا فإن الوعي بالأصول والقواعد الأساسية لفن الرد هي الوسيلة لتطوير الذات، ويمكن أن تتلخص تلك القواعد في ما يلي:

  • لكل مقام مقال، وهي القاعدة الذهبية التي لم تتغير مع الزمن، فلا يمكن التحدث في نفس المواقف بنفس الطريقة، فيختلف الجدّ عن الهزل والفرح عن الحزن، ولذلك يجب أن يحرص الإنسان على التمييز خاصة في المواقف الملتبسة.
  • التعبير عن الرأي والأفكار بحريّة تامّة، وذلك مع مراعاة قواعد اللياقة، والأخلاق وعدم الخوض في أعراض الآخرين أو التقليل من شأنهم، وأن يكون التعبير بأسلوبٍ مهذّب وغير هجوميّ، والتعامل بتلك الطريقة في تبادل الأفكار، والكلمات يكسب الإنسان الكثير من المهارة في الرد ويمنحه احترام وودّ الآخرين كذلك.
  • التعلّم المستمر والتطوير الدائم للذات يعني القدرة على الرد على مختلف الأحاديث، وأفضل طرق التعلّم بالقراءة والبحث، وكذلك بالتجربة والتعلم من الأخطاء، على أن يمتلك الإنسان فضيلة الاعتراف بالوقوع في الخطأ، والاعتذار عن ذلك إن تطلّب الأمر، وهي من علامات النضج الفكري والعقلي لدى الإنسان.
  • الاعتدال مفتاح النجاح في كل شيء، فالاعتدال في نبرة الصوت والهدوء أمام الآخرين يعني النجاح في الحديث سواء كان ودياً أو غير ذلك، فالحديث الودّي يعني الهدوء بطبيعة الحال، أما الأحاديث التي تحمل طابع التحدي فالفائز فيها دائماً هو القادر على الحديث الهادئ الواثق والمحافظ على عدم انفلات أعصابه.

المقالات المتعلقة بكيف تتعلم فن الرد