خُلق الصدق من أهم خصال الخير وهو على رأس مكارم الأخلاق التي دعا إليها الشرع وأمرنا بالالتزام بها، ويعتبر الصدق صفة تمثّل الأفاضل من الناس، ويبتعد عنه أراذل الخلق، لهذا وصف الله سبحانه وتعالى أنبيائه بصفة الصدق، وكانت صفة المنافقين الكذب والفجور، فإنّ من أهم أخلاق المسلم التي يجب أن يتحلّى بها الصدق، والذي هو الخبر المطابق للواقع، وأن يبتعد كل البعد عن الكذب والذي يعني الإخبار عن شيء يخالف الواقع الصحيح، حيث أمرنا الله بالصدق، فقال سبحانه وتعالى في سورة التوبة (آية 119): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتّى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتّى يكتب عند الله كذاباً).
مساوئ الكذبللكذب الكثير من المساوئ، فيجب أن نبتعد عنها كل البعد، ومن هذه المساوئ:
هناك الكثير من الوسائل التي تساعد في التخلص من الكذب، ومنها:
كلّنا يعلم أنّ هذه الصفة جديرة بالذم والكراهية، فعندما تنظر بتمعن في هذا الصفات تتحرّز منها وتبتعد عنها، فتشعر أنّها مثل داء يجب تجنبه، ولذلك أخبرنا رسول الله صلوت الله وسلامه عليه أن المؤمن قد يعصي الله سبحانه وأن الله يتوب عليه، لكن الكذب لا يجب ان يقع من المؤمن، حيث قال (يطبع المؤمن على الخلال كلها) الخلال: الصفات- (إلا الخيانة والكذب)، فهذا الحديث به تشنيع شديد على صفة الكذب، لذلك إذا عرفت صفات الكذب وضرره بك وبغيرك كنت حريصاً على البعد عنه وتجنبه ونفرت منه، لأن النفس مجبولة على الخير وترك الشر وعلى ما ينفعها لا ما يضرها.
عندما توصف بهذه الصفة السيئة، فإنك في نظر الناس ليس إلا كذاباً، فتخيل ذلك في عقلك وتصوره، نعم، عندما تقوم بقول أو عمل الكذب ويراك أو يشهد عليك الناس في هذه الفعلة، فإذا تكلمت أو فعلت شيء يقول الناس عنك: هذا الرجل كذاب، هذا الرجل عادته الكذب لا تسمعوا إليه، فهل ترضَ لنفسك هذه الصفة الفاضحة الشنيعة؟
لذا عليك التحقق في معاني هذه الصفة، لتشعر بشدة النفور منها، فهذه صفة الكذب لا يقبلها شرع وعقل لقبحها وطرقها القذرة وما تؤول إليه، ويجب أن نعرف فضيلة الصدق، حيث كلما تعرّفنا على صفات الكذب نتعرف كذلك على صفات الصدق، وأعظم نتيجة للصدق هي أن تكتب عند الله سبحانه من الصديقين، هذا الوصف الشريف من رب الوجود، من فرط به!، بالمقابل نتأمل نتيجة الكذب الخطيرة، أن تكتب عند الله سبحانه من الكاذبين، أي رجل مسلم يرضى على نفسه ذلك؟!. وكفى بهذا الأمر مذمَّة.
أن نعوّد أنفسنا دائماً على صفة الصدق، واحرص على أن تداوم في المحافظة على صفة الصدق، استيقظ في الصباح الباكر وردد بأنك لن تكذب في هذا اليوم مها كلفك الأمر، وكما هو معروف بالمثل المنتشر (حبائل الكذب قصيرة)، الكذب منجاة لفترة محددة لكن نتائجه وخيمة على هذا الفرد من مجتمعه ،أسرته، والأدهى وأمر أن النتيجة كارثية عند الله إذا لم يصلح نفسه.
نصائحصاحب الصادقين، وانفر من الكاذبين، لتجعل صحبتك الصحبة الصادقة في كل أمورها، فأن مخالطة الصادقين تهدي إلى الصدق في كل أمر، ومخالطة الكاذبين يهدي إلى الكذب والفجور في كل أمر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخال) رواه أبو داود.
استحضر رقابة الله عزّ وجلّ في أمورك كلها، وكما ذكرت في هذا المقال، أنت محاسب عن أي كلمة تخرج من فمك، لذلك لا تتكلم إلا بالخير، وإن لم تستطع فالصمت أفضل بكثير من كلام كاذب تبتغي فيه فتنة بين الناس. لذا هل ترضى أن يسمع الله سبحانه وتعالى كذبك؟، وهل ترضى أن تكون ملائكة الله البررة مقيدة عليك تكتب ما تكذب؟، لذلك انتهي عن هذه الصفة البغيضة التي لا تجلب إلا الشر، وراقب الله دائماً فهذا أعظم وأنفع دواء.
هذه الخطوات مفيدة وعظيمة تنفع أي شخص يريد بصدق التخلص من هذه الصفة، لذلك أحرص على تطبيق هذه الخطوات وشمر عن ساعدي الجد، فأنك سوف تجد أثرها عاجلا بعون الله سبحانه، كل ما عليك أن تستعين بالله سبحانه على أن يعينك في التخلص من الكذب، وأعلم أن الله سوف يستجيب لك إذا كنت حريصا على ذلك، مارس جميع أنشطة حياتك ولتجعلها مبنية على أساس الصدق الذي لن ينهار أبدا.
سوف تجد صعوبة لأن مجتمعنا وللأسف الشديد تنتشر فيه ظاهر الكذب، وهذا لن يُضيـــرَك أبداً ما دمت بالله مستعصما فإن الله سيجعل لك من كل ضيقٍ مخرجاً ومن كل هما فرجاً ويرزقك من حيث لاتحتسب، فقط توكل على الله، وأعلم أن الصدق هو حبلك المتين في هذه الدنيا والآخرة، الحبل الذي لن ينقطع. قد تجد هذا الشخص يتصلق بالكذب إلى شيء ما، وحتى إن حصل عليه، فماذا قد وجد؟ محبة الناس؟، صدق الناس معه؟ بل سوف يكون كذاباً بين أهله، وبين مجتمعه، وبين رفاقه في العمل، والأكبر من ذلك كله أنه كذاباً عند خالق الخلق جميعا، اعلم أن الصدق منجاة، والكذب خيبة ومهلكة، واعلم أن الأنبياء وصفهم الله بالصادقين، وأن المنافقين والكافرين وأشرار الخلق قد وصفهم الله بالكاذبين وأعلم أخيراً أن الصادق هو عبداً من عباد الله البررة، وأن الكاذب من أكثر الناس فجرة ونفاقا.
أخيراً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين كل طالب للحق ساعياً إليه، وأن يشرح صدره، وييسر أمره، وأن يفتح له من بركته وخزائن رحمته، وأن يجعله من عباده الصادقين الصالحين الأخيار.
المقالات المتعلقة بكيف تتخلص من الكذب