لقد سنّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – سنناً متنوعة و متعددة لنا، حيث أن هذه السنن تقرب الإنسان من الله – عز وجل – بحيث تخلق أوقات لاتصال الإنسان بربه غير أوقات الصلوات المفروضة على المسلمين، أي الصلوات الخمسة، ففي الصلاة يتقرب الإنسان إلى ربه، و عبرها ترتاح نفسه و تطمئن جوارحه و تقوى عزيمته و قدرته على تحدي المصاعب و مواجهتها، كما أن الصلاة من شأنها أن تعلي من قيمة الروح وتزيد من فاعليتها، هذا عدا عن تهذيب أخلاق الإنسان و التي هي الغاية الأساسية وراء الصلاة، كل هذه الأمور من الأمور التي شرعت الصلاة لأجلها، و التي تسبب فوز الإنسان في الدنيا و الآخرة إذا أداها حق تأديتها.
السنن التي سنها الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – كثيرة و متعددة، و كلها تهدف إلى زيادة خيرية الإنسان و جمال قلبه و نفسيته، فمن هذه السنن – على سبيل المثال – سنن الصلوات المفروضة فصلاة الصبح لها ركعتان والظهر سنتها أربع ركعات والمغرب ركعتان والعشاء ركعتان، وهناك صلاة الوتر وصلاة الضحى وغيرها العديد من الصلوت المسنونة.
صلاة الضحى
هي صلاة سنّها الرسول – صلى الله عليه وسلم -، ولا زال المسلمون يعملون بها إلى يومنا هذا، ولها اسم آخر وهو صلاة الأوابين. وقد ورد فيها أحاديث كثير منها ما جاء في الصحيح " ما حدثنا أحد أنه رأى النبي يصلي الضحى غير أم هانئ – رضي الله عنها - ، فقد ورد عنها أنها قالت : إن النبي دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل و صلى ثماني ركعات " أما في فضل صلاة الضحى فقد روى الصحابي الجليل أو ذر الغفاري عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " يُصْبِحُ عَلَىَ كُلّ سُلاَمَىَ مِنْ أَحِدكُمْ صَدَقَةٌ. فَكُلّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ. وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ. وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ. وَيُجَزِئُ، مِنْ ذَلِكَ، رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضّحَىَ". ومن هذه الأحاديث استدل المختصون أن صلاة الضحى هي سنة مؤكدة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من استطاع أن يؤديها فليفعل فله الأجر العظيم عند الله. يمكن أن تصلى صلاة الضحى ركعتان ويمكن أن تصلى أربع أو ثمان ركعات، غير متصلات كل ركعتان معاً، أما وقت صلاتها فهو قبل انقضاء الربع الأول من النهار بعد طلوع الشمس وارتفاعها قليلاً في السماء.
المقالات المتعلقة بكيف تؤدى صلاة الضحى
