التفاعل الاجتماعيّ حيث يتواجد الناس يحدث التفاعل بينهم، فهم يتأثرون ويؤثرون ببعضهم البعض بشكل دائم ومستمر وعلى كافّة المستويات السلبيّة منها والإيجابية، يتأثّر الإنسان بكلّ شيء في الشخص الذي يتفاعل معه، بشخصيّته، وأفكاره، وطريقته في التعامل، ونفسيّته، وطبيعته وكلّ شيء فيه، كما يؤثّر على هذا الشخص بالطريقة نفسها، ومن هنا فإنّ خبرات عديدة يمكن للإنسان أن يكتسبها من خلال علاقته بالآخرين، سواء تأثّر بهم أو أثّر فيهم.
حتى يكون الإنسان مؤثراً في الآخرين يتوجب عليه أولاً وقبل كل شيء أن يكون محترماً، أن يحترم نفسه ابتداءً، وأن يحترم الآخرين أيضاً، ففي احترام الآخرين وتوقيرهم يترك لهم فرصة لسماعه، ومعرفة ما يحتوي عليه عقله من أفكار بطريقة هادئة ورصينة، ويكون ذلك من خلال ما يلي.
طرق لتؤثر في الآخرين - لقاء الآخرين بالابتسامة، والترحاب، فهذا يجعل الآخرين يستريحون أثناء التعامل، فتبسم الإنسان في وجه أخيه الإنسان يعتبر صدقة، والبعد عن الأحاسيس الباردة والمتلبدة عند لقاء الآخرين يعتبر أيضاً من الأمور الحسنة والجيدة التي تكسر حواجز الرهبة عند لقاء الأشخاص مع بعضهم البعض لأول مرة مما يؤدي إلى تفاعلم بشكل جيّد وإيجابيّ.
- احترام الآخرين أثناء إبداء الرأي لهم، فهذا الأمر يسهل من إيصال الفكرة للمتلقّي، ويساعد الشخص المقابل على سماعها إلى نهايتها دون المقاطعة أثناء الحديث، ودون شحن الأجواء، أو أيضاً الدخول في الترهات التي لا طائل منها سوى إضاعة الطاقة دون جدوى، كما أنّ احترام المتحدّث أثناء حديثه يساعد أطراف الحديث على الوصول إلى رأي جيّد مُتفق عليه من قبل الجميع، وهذا سيساعد على إدخال الراحة التامة إلى الجميع.
- الابتعاد عن تثبيط المعنويات والعزائم، والابتعاد عن الأجواء السلبيّة، فعندما يعتقد الإنسان أنّه أقلّ قيمة ممّن يتفاعل معهم عندها لن يكون بمقدوره أن يؤثر فيهم وأن يتحدّث معهم بكلّ أريحيّة، فهذا سيعمل على الدوام من التقليل من تفاعل هذا الشخص مع الأشخاص الآخرين.
- اكتساب الثقافة الواسعة يعتبر من أهمّ الأمور التي من الممكن أن تجعل الشخص مؤثراً في الآخرين، فالإنسان المثقّف عندما يشرع في الحديث تلتفت أنظار الآخرين إليه برغبتهم وبدونها، ممّا سيجعله شخصاً جذاباً في عيون الناس، قادراً على بثّ أفكاره، وآرائه، ومعتقادته لدى الآخرين حتى لو لم تعجبهم في بداية الأمر.
- عدم انتظار المقابل عندما يقدم الإنسان شيئاً للناس، فهذا يجعله يبدو وكأنّه لاهث وراء مصالحه الخاصّة الضيّقة، وهذه الصفة تنفّر الناس منه وتقلّل من مصداقيته في عيونهم، خاصّة إن زاد الأمر عن حدّه ووصل إلى حدود الطمع والجشع.