مقدمة خلق الله عزّ وجل البشر أشكال مختلفة وألوان مختلفة، فلكل منا شخصيته التي يتميز بها عن غيره، وأطباعه وصفاته، وخلق الله البشر كل منهم له أهوائه التي يرغب بها أكثر من غيرها، فمنا من يجد رغباته تميل إلى سماع الموسيقى الهادئة وهذا انطباع جاء من شخصيته الانطوائية التي تحب الخصوصية والتفرد في الحياة، وهناك من يحب صنع الغذاء والابتكار والتميز في صنع الأطباق الشخصية فهذا الشخص من هواة فن الطبخ، وهناك الكثير الكثير من الشخصيات المختلفة والمتنوعة، فكيف أستطيع أن أجد نفسي من بين هذه الشخصيات المتنوعة والمختلفة.
الإجابة بسيطة أغلق عينك لخمس دقائق اجعل فكرك إيجابي وتخيل أنك في وقت فراغ وتريد أن تستمتع فماذا تفعل؟ هل أغمضت عينك؟ هل أرسلت مخيلتك في رحلة للآفاق؟ هل وجدت ضالتك؟ هل استمتعت في هذه اللحظة؟ اجعلها حقيقة وعيش كل أوقات حياتك باستمتاع فقد تكون مخيلتك حطت مراكبها معي في مطار المسافرين إلى عالم الفن وعشق الرسم والتأمل في مناظر الطبيعة، وقد ترسى مركبة أحد غيري في ميناء به الكثير من الناس فيذهب ليمسح دمعة أحدهم ويدفع أحدهم بالأمل والحياة ويواسي غيره هذه الشخصية تمتاز بالإنسانية وصاحبها ينفع أن يكون مرشد اجتماعي متميز، وهناك من سيذهب لعالم مليء بالأشياء ويأتي لترتيبها والعبث بها، هذا من هواة الديكور، وقد تذهب أفكار فتاة لخياطة فستان للعبتها، فهوايتها تصميم الأزياء، وقد يهوى آخر برامج الحاسوب وآخر يهوى التصوير، وآخر لم يجد هوايته، فلم يجد ضالته، هل لأنه لا يوجد لديه هواية أم أنه لم يكتشف هوايته بعد، فكيف تكتشف شخصيتك ؟.
كيف أكتشف هوايتي - يجب أن يكون شعورك بالحاجة لاكتشافك لهوايتك نابع من داخلك، فالفرد هو أكثر من يستطيع مساعدة نفسه، في معرفة ما يريد وأي الأشياء ترضي رغباته، وتميل لها مشاعره، فهوايتك تعبر عن ذاتك الموجودة بداخلك أنت، والتي تعتقد أنك ستكون مبدع ومميز بها، وأن عملك بها سيسعدك، ولا يشعرك بالملل والتعب منها، فبالعادة يقبل الفرد على ما يحب بصدر رحب، لكن ما يصعب عليه هو اكتشاف ما يحب.
- القدوة الحسنة: لكي تعرفك على موهبتك وتنمية موهبتك، يمكنك أخذ شخص قدوة لك يساعدك في وضع نهج، ومحاولة التعلم منها مع الحذر من تقليد هذه الشخصية، فشتان بين الاستعانة بشخص مثالي، يساعدك في رسم خطواتك للبدء بصعود السلم، فهذه الشخصية بمثابة طمأنينة لنفسك أن هناك أشخاص وصلوا لما يريدون من خلال مثابرتهم، واجتهادهم، فعليك ملاحظة الخطوات التي اتبعها، والتعمق في دراسة شخصيته.
- التفكير الإيجابي: الكثير منا يتمنى أفعال جميلة، ويفعل دوره ويبدأ بالبحث عما يريد، ويبدأ جولته في اكتشاف ذاته وهوايته، لكن قد يصادف عقبات أو يهاب مما سيقولونه عنه، فسيسير في طريق آخر حسب أهواء غيره لا على أهواء نفسه وذلك لتفكيره الإيجابي بما سيقولونه الناس، فهو يعلم جيداً أن معظم الناس لا يحبون من يسير في اتجاه غير طريقهم إما خلفهم فإذا كان غير ذلك يبدؤون بتكسير السلالم التي وضعتها لتصعد بها للأمام، وإحباط مخططاتك، فتفكيرك السلبي يجعلك تتبعهم خوفاً من سقوطك وشماتتهم بك، عليك أن تترك التفكير هذا وتبدأ بالتفكير بشكل إيجابي أنك ستصعد وأن السقوط ليس فشل بل هو بداية جديدة، فما على الفرد منا سوى اكتشاف هذه الموهبة، والسعي لمتابعة التعمق والتميز فيها، والتوسع في مجال هذه الموهبة لتصبح أكثر تميزاً في هذا المجال، ويتم ذلك من خلال غرس ثقافة حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب، اجعل من نفسك شخص يقتضي به الناس، لا تجعل شيء يقلل من إرادتك، ارسم لك طريق تريد الوصول إليه وتوكل على الله، فستصل لما تريد بإذن الله و ببذل الجهد ولا تبالي لجميع أحاديث الناس مهما بالغوا في حديثهم، دعهم يتفوهون بما يريدون، واجتهد لتصل لأعلى السلم، ثم انتظر كيف سيتمنون أن يكونوا في مكانك الذي وصلت له، هذه هي الثمار التي حديثهم، دعهم يتفوهون بما يريدون، واجتهد لتصل لأعلى السلم، ثم انتظر كيف سيتمنون أن يكونوا في مكانك الذي وصلت له.
* الثقة بالنفس: وهي الإيمان بذاتك، والسعي لتحقيق ما تريده ذاتك، دون التأثر بالعوامل الخارجية القاتلة لطموحاتك، فكم من ذوي الاحتياجات الخاصة، سخر العالم بأجمعه منهم وحاولوا الكثير أن يحبطوا طموحاتهم، لكنهم آمنوا بأن لديهم ما يميزهم، وآمنوا بقدراتهم، وتوكلوا على الله، فنجحوا وتمنى الجميع أن يكونوا مكانهم، فثقتك بنفسك، هي المفتاح السحري لفتح الكنوز المقفولة داخلك، وعليك أن تقوم بفتح هذه الأبواب واكتشاف العالم الموجود بداخلك.
- لا تتقمص شخصية غيرك، فأفضل شيء يمكن أن يفعله المرء هو أن يتصرف على طبيعته و لا يحاول تقليد الآخرين و ذلك لأنك تقوم بلغي شخصيتك عند قيامك بالتقليد الأعمى، فمن آيات الله عزّ وجل، اختلاف لصفات الناس ومواهبهم، وتقمص شخصيات الآخرين يزيدك تحقير من نفسك، وزيادة ضعف الثقة بالنفس، ويتم علاج ذلك من خلال الرضا بما قدر الله لك من عطاء ومواهب، والإيمان بهذه المواهب، واستثمارها ونمائها، والانتفاع بها، لقوله تعالى (لا يكلفُ اللهُ نفساً إلا وسعها).
- الثقة بالله: الثقة بأن الله أنعم عليك نعم كثيرة، فوضع بداخلك عالم لا يعلمه سوى خالقه، وأنت، فكيف يمكنك إظهار هذه النعم والمحاسن، وكذلك عليك بالدعاء لله عزّ وجل دائماً، فهو حسبك.
- تطوير هوايتك تفعيل دور موهبتك في حياتك، بعد أن اكتشفت هوايتك التي منحنك الله إياها، عليك السعي لمتابعة التعمق والتميز فيها، والتوسع في مجال هذه الهواية لتصبح موهبة، فالفرق بين الهواية والموهبة، هو أن الهواية فعل الأشياء والرغبات التي تميل لها نفسك، وهي الشيء الذي تحب وتفضل عمله بصورة أكثر مما سواه وتجد أنك تشعر بالسعادة عند فعله، أما الموهبة هو تفوقك وتميزك واحترافك بما تفعل، ويتم تطوير هوايتك لتصبح موهبة من خلال:
القراءة في الموضوعات التي تتعلق في هذه الهواية. استشارة أصحاب الخبرة. التعلم المستمر، لإتقان ما تقوم به، ابتكار شيء جديد، ويأتي بعد مرحلة الإتقان. لماذا نسعى لاكتشاف هواياتنا يمكنك ادراك هذا من الاسم، فالهواية تعبر عن هويتك، عن ذاتك، فما أصعبه من شعور عندما ينظر المرء لداخله، فيجد المكان مهجور، لا يوجد بداخله أي أهداف أو آمال يتعلق بها ويسعى لتحقيقها، قد لا يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان، وهنا تكون الورطة، عندها سيندم ويبدأ بمراجعة نفسه، لكن نحن في موضوعنا هذا لا نريد منك أن تندم وعليك اكتشاف هواياتك وهذا يزيد قتك من نفسك وثنائك على ذاتك، وذلك لأنك تقدرها، وكي يقدرك الناس أيضاً ويتخذوك قدوة لكن إياك وأن تجعل تقدير الناس لك غاية، واذا كنت معلم ومعلمة إليكم أوجه ندائي فلتبثوا روح حب العمل والطموح داخل طلابكم، ومساعدتهم في اكتشاف هواياتهم، وإلى الآباء والأمهات، ارشدوا أبنائكم إلى الطريق الصحيح، وساعدوهم في اكتشاف مواهبهم، وإياكم وإحباطهم، فأنتم الدعامة لأولادكم، وللمجتمع، في النهاية أقول لك افتح شبابيك عينيك، ارسم حلمك، عيش حياتك وأنت تمتلك هدف ولو كان بسيط، لا تغتر بالمظاهر، فالفخامة تكمن في البساطة أحياناً.