الصلاة أعظم عبادة يتصل بها العبد بربّه ، وقد فرض الله عزّ وجلّ الصلاة في ليلة الاسراء والمعراج لأنها عبادة عظيمة فهي العبادة الوحيدة التي فرضها الله في السماء ، وتارك الصلاة والمنكر لها فإنّه يكفر بإجماع العلماء ، وأول ما يُسأل العبد عنهُ يوم القيامة هو الصلاة ، فإن صلحت فقد صلح عمله ، وهذهِ الصلاة هيَ عمود الدين ومن أركان الاسلام الخمسة بل هي أهمّ ركن من اركان الاسلام بعد الشهادتين ان لا اله الا الله وأنَّ مُحمّداً رسول الله ، لذا فينبغي علينا ان نهتمّ بصلاتنا وان تؤدّيها كما ينبغي وكما يجب ، فتأدية الصلاة وإقامتها لا تكون هكذا وإنّما حسب ما وصفها لنا رسولنا صلّى الله عليهِ وسلّم ، فقد قال صلّى الله عليهِ وسلّم : (( صلّوا كما رأيتموني أصلّي)).
وكثير منّا تمرّ به ظروف الحياة المختلفة التي تسلب منهُ الخشوع والخضوع في الصلاة ، وهذا أمرٌ غير مقبول أبداً فالخشوع من أركان الصلاة ، فيجب علينا أن لا نتهاون فيهِ أبداً ، وأن نُحاول أن نُحسّن صلاتنا وأن نصحح الأخطاء التي نقع فيها ، وذلك رجاء ان يقبلها الله منّا.
كيف نصحّح صلاتنا يكون تصحيح الصلاة من خلال التعلّم الصحيح لكيفية اداء الصلاة كما وردتنا عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقد صلّى النبي صلّى الله عليه وسلّم ووصلتنا كيفية صلاته من خلال الأحاديث الصحيحة المتواترة من الصحابة الثقات عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وقد أوضحها الإمام الالباني رحمه الله تعالى في كتابٍ صنّفَهُ في هذا الخصوص وهو كتاب صفة صلاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. يكون تصحيح الصلاة بتصحيح النيّة والتي محلّها القلب ، فبصدق النيّة والتوجّه إلى الله عزّ وجلّ بقلبٍ سليم تكون الصلاة صحيحة ومدعاةً للقبول بإذن الله تعالى. الحرص على أداء الأركان ، فأركان الصلاة لو حدثَ فيها خلل فلا يجزء عنها سجود السهو بل من الواجب أن تأتي بها وبدون أي خطأ ، لذا فعليكَ أيّها المصلّي أن تحرص على أداء الأركان وأن تصحح العمل بها. ومن تصحيح الصلاة أن تتعلّم الواجبات والسنن والهيئات التي تكون عليها الصلاة ، وأن تتعلّم مبطلات الصلاة كالضحك أو الأكل أو المشي غير المشروع ، وأن تركّز عليها ففيها تكون صحّة الصلاة وزيادة في جمالها وحسن أدائها. ويكون تصحيح الصلاة بمعرفة الأخطاء التي يقع فيها المصلّون ، فقد جمع العالم الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان أخطاء المصلّين في كتابٍ أسماه (( القول المُبين في أخطاء المصلّين )) وفي هذا الكتاب تستطيع معرفة الأخطاء وتتلافاها لتكون صلاتكَ صحيحةً بإذن الله تعالى.