نعم الإله على العباد كثيرة، وأجلها هو إنجاب الأبناء، ذكر الله ذلك لنا في كتابه الكريم، حيث قال: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" صدق الله العظيم . في هذه الآية الكريمة، يشعرنا الله بعظم هدية الأبناء لمن أكرمهم الله بهذه النعمة. والواجب على كل أب وأم رزقهم الله بنين أو بنات الاهتمام البالغ بهم، فهم أمانة في أعناقهم، وهم كنز يتمناه الكثيرون وحلم للكثيرين، لم يرزقنا الله إياهم عبثا ولا لعبا، فهم سند وحاملي اسم لنا، وهم عماد الأمة، فيجب علينا كآباء وأمهات القيام بالتالي :-
- أولا علينا أن نكون قدوة حسنة لأبنائنا، فلا نأمرهم بألا يفعلوا شيئا ونؤكد لهم أنه خطأ، ثم نقوم نحن به، فيجب أن نشعرهم دائما بأهمية ما نأمرهم به، بالعمل أو الابتعاد عما نقول -كما قلنا لهم-، وأيضا من خلال ذلك يتعلم الطفل الصدق ؛ لأن والديه أمراه وعمل وعملا به.
- الأمر الثاني الواجب على الوالدين هو الابتعاد عن الضرب والقسوة الزائدة ؛ لأنه في الغالب لا تأتي إلا بعكس المرغوب فيه، فالرحمة مطلوبة في جميع الأمور، حتى وإن كان الخطأ من الابن كبيرا، سواء كان فتى أو فتاة.
- ومن الأمور المطلوبة والمهمة جدا عدم التفرقة في المعاملة بينهم ؛ لأن في التفرقة أذية شديدة لنفسية الطفل، وحتى ممكن أن تسبب له عقدة تستمر معه طوال حياته، فالمساواة في المعاملة تعطي الطفل نوعا من الطمأنينة، وتجعله شخصا منتجا في صغره وكبره.
- ويجب ألا نغفل عن القيم والمبادئ الحسنة والأخلاف الحميدة، التي يجب أن نغرسها في نفوس أبنائنا منذ صغرهم ؛ لأنها هي التي تلعب جميع الأدوار في حياتهم ؛ ولأن ما نشأوا عليه منذ صغرهم يرونه هو الشيء الصحيح، بل الأصح في نظرهم، ويبقى هذا الاعتقاد معهم طوال حياتهم، لذا إن لم نغرس الشي الصحيح والجيد فيهم، فنحن بذلك نكون قد ساهمنا في دمار حياتهم، وسوف نحاسب أمام الله في هذا التقصير.
- منذ بدء حياتهم كأول عملية تربية لهم يجب أن نختار لهم اسما جيدا، يكون ذا معنى حميد وطيب يفخرون به، ويدركون أن والديهم حريصون على نشأتهم التنشئة السليمة منذ أول يوم لهم في هذه الحياة.
- أطفالنا ليسوا بحاجة إلى المربين والخدم، هم بحاجة إلى حناننا وحبنا وعطفنا واهتمامنا، لذا يجب علينا أن نوفر وقتا كافيا لنستمع لهم، ولنعلم همومهم وأحلامهم، وحتى إن كنا لا نملك الوقت، فمجرد السؤال والقليل من الوقت يعطيهم الراحة والأمان، ويشعرون بوجودنا في الحياة واهتمامنا بهم، بل ويشعرون أن لهم سندا يقف معهم، ويحميهم ويدافع عنهم.
- ولكي نبني لهم شخصية قوية تقدرهم على تحمل آلام الحياة وأوجاعها، يجب أن نجعلهم مشاركين في القرارات الحاسمة في حياتنا ؛ وذلك ليشعروا أن لهم شخصية قوية، ويتمتعون باتخاذ القرارات ؛ لأن عدم ترك الخيار لهم سيؤدي إلي فقدهم لزمام أمور حياتهم مستقبلا.
فالأبناء هم النعمة التي لا يقدرها الكثير من الناس، ويعتبرونها نقمة، ولو حرموا منها لجابوا البلاد بحثا عن العلاج، لذا عليكم -أيها الوالدين الأعزاء- الحفاظ عليهم وتقديرهم، وعدم التفريط بهم مهما حدث ومهما بدر منهم.