لأنّ الصّلاة هي عماد الدّين، وهي أوّل ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، وبتركها يعتبر الإنسان خارج عن دائرة الإسلام ولا ينفعه إنتماؤه إلى الأمة الاسلامية بمقتضى هويته الشّخصية، كما أنّ كلمة مسلم لا تنطبق عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بين الرّجل وبين الشّرك والكفر ترك الصّلاة"؛ فإن الإنسان المسلم يحرص كل الحرص على المداومة عليها، ولأن مشكلة التّقصير في الّصلاة هي مشكلة كبيرة وبلاء عظيم، لابد من إيجاد حل جذري لهذه المشكلة.
الحل لأي مشكلة يتمثل في معرفة أسباب المشكلة ومن ثم الصّدق في طلب علاجها، فما أن تعترف في قرارة نفسك أنّك تقع في مشكلة وتحاول البحث عن حل لها، فإعلم أنّ الحل قريب بإذن الله، أمّا من ناحية السبب في التقصير في الصلاة فإنه يرجع إلى الشّيطان الذي يوسوس للإنسان بتركها، والحل سيكون بالتّالي:
أولاً: الإطلاع وتقدير حجم المشكلة التي تقع فيها من تقصيرك في الصّلاة، فعندما تقصر في صلاتك يفوتك عظيم الأجر الذي يعطيه الله تعالى للمؤمن الذي يلتزم بشرع الله ويستجيب لأوامره، فإنّ الله تعالى يحب أن يؤدي المسلم صلاته في وقتها فيجزيه أجزل الثّواب.
كما أّنك ستشعر بعظم مصيبتك التي تقع فيها من تقصيرك حين تعلم ما أعدّه الله تعالى من العذاب الشديد لتارك الصلاة، فقال تعالى: "فويلٌ للمصلِّين، الذين هم عن صلاتهم ساهون"’ فإن كان هذا جزاء من يؤخر الصلاة ويتهاون فيها، فما هو جزاء من يتركها؟
بهذه الوسيلة سيتكون لديك حافز قوي للدّوام على الصّلاة، ومن ثمّ يأتي دور الطريقة العلاجية والتي تتمثل في التالي:
أولاً: طلب العون من الله تعالى للتخلص من وساوس الشّيطان، قال تعالى: "وقال ربُّكم ادعونِي أستجب لكم"، فإبدأ بالّصلاة وأطل السّجود وأدع الله أن يعينك على آدائها في وقتها وأن يحببك فيها، بالدّعاء سيقويك الله تعالى على شيطانك، ويدفعك لأداء الصلاة في وقتها.
ثانياً: التّدريب على الصبر ومخالفة النفس والأهواء: ويكون التدريب بالصوم الذي نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن لم يستطع الباءة من الشباب.
ثالثاً: مجاهدة النّفس على القيام في أول الوقت، وذلك بضبط منبه ساعتك، أو أن تطلب من أهل بيتك أو أحد أصدقائك بتذكيرك بالصلاة، بهذه الطريقة تمنع نفسك عن الانشغال عن الصّلاة أو التكاسل عنها، وأرفض وساوس الشيطان حيث سيبدأ بالوسوسة لك بتأخير الصلاة لو خمس دقائق، ومن ثم عشرة وهكذا حتى ينتهي بك تاركاً للصلاة.
رابعاً: الصّحبة الصّالحة، قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل"، فلا شك أنّ الّصحبة الصّالحة تعين على الطّاعة وتبعد الانسان عن المعصية.
خامساً: إقرأ في كتاب الله وتذكّر الآيات التي فيها فضل آداء الصلاة وثواب المؤمن عند الله، وما لتارك الصّلاة من عقاب، فان هذا سيشكل حافزاً في قلبك لآدائها في وقتها.
المقالات المتعلقة بكيف اداوم على الصلاة