فرض الله على عباده العديد من الطاعات والعبادات، وجعل أساس هذه العبادات وعمادها الصلاة، التي حظيت بالمنزلة العظيمة في الإسلامِ، فهي ثاني أركان الإسلام والركيزة التي يبنى عليها دين المرء، وهي الوسيلةُ التي تصلُ العبد بخالقه العظيم، حيث يقف العبد فيها خاشعاً متذللاً ومطأطئاً رأسه لله العلي العظيم، طالباً منه الرحمة والمغفرة والأجر الكثير، ليفرّج عليه ويغمده في ظل رحمته الواسعة.
فكانت حكمة الله تعالى ومشيئته أن يفرض على عباده خمس صلوات في اليوم، تبدأ بصلاة الفجر وتنتهي بصلاة العشاء، وقد ألحق هذه الصلوات بالكثير من النوافل والسنن التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ يؤديها المسلم طمعاً في مغفرة القدير الرحيم، وزيادة في الأجر، وفي هذا المقال سنوضح إحدى هذه النوافل والسنن وهي صلاة الوتر. صلاة الوترتعتبر صلاة الوتر من السنن والنوافل المشروعة التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمستحبّة، وهي خاتمة الصلوات الليليّة، فالوتر لغةَ يعني العدد الفرديّ، أما شرعاً فيقصد بالوتر تلك الصلاة التي يؤدّيها المسلم بعد صلاة العشاء، والتي أجمع علماء الفقه والسنة على أنّ حكمها سنّة مؤكدة، حيث كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- ملتزماً ومواظباً على أدائها في كلّ يوم وفي كلّ حال.
ويعود سبب تسميتها بصلاة الوتر إلى أنّ عدد ركعاتها فرديّ دون أن يكون لها عدد معيّن؛ أي أنها تُصلّى ركعة واحدة، أو ثلاثاً، أو خمساً وهكذا، ولا حرج على المسلم إن زاد على ذلك، حيث قال نبي الله -عليه أفضل الصلاة والسلام-: ( الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل)، وقال أيضاً: (الوترُ ركعةٌ مِن آخرِ الّليلِ).
كيفية صلاة الوترتصلّى صلاة الوتر بإحدى الطرق الثلاث التالية:
المقالات المتعلقة بكيف تصلي صلاة الوتر