إنّ حِفظ القرآن وتلاوته لهما فضلٌ كبير في حياة المُسلم ولا يحفظ القرآن إلا المُسلم الذي أخلّص في حياته وعِبادته لله ولا يبتغي بأعمالِه أحد سوى مَرضّاة الله عز وجل، وكُلنا يتمنّى حفظ القرآن طمعاً في الحصول على الأجر والثّواب الجزيل من الله تعالى، خيرُ كتابٍ نزّل على وجه الأرض على يدِ خير نبيٍ وطّأ الثّرى، وقال تعالى في فضل القرآن: "إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" (الاسراء:9).
محتوياتقال تعالى: " وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ" (الأنعام:92)، هو كتاب مٌقدّس نزّيه من التحريف بِخلاف باقي الكتب السّماوية وهو كلام الله أنزله على سيدنا مُحمد بالوحي ونُقِل عن سيدنا محمد بالتّواتر والمُتعبّد بتلاوته والإنصات له والعمل به وهو آخر الكُتب المُنزّلة يحتوي 114 سورة في 30 جزء قُسّمَت هذه السور حسب مكان وزمان نُزولها بالوحي على سيدنا مُحمد إلى مدّنيّة ومَكيّة وجُمعت هذه السور في كتاب واحد بعد وفاة النبي بأمر من سيدنا أبو بكر الصّديق رضي الله عنه، والقرآن صالح لكل زمان ومكان وخاتم الكُتب السّماوية فهو يوم بعد يوم يُظهر لنا حقائق تحدُث في زماننا حالياً وقد ذُكِرت بالقرآن قبل عدّة قُرون من الزمان سواء كانت حقائق عِلّمية أو سياسية أو أيٍّ كان، والقُرآن نزل لهداية الناس وإخرَاجهم من الظُلمات إلى النّور ومن الضّلالة إلى الهّداية.
لماذا نحفَظ القُرآنجعلَ الله لقارئ القرآن أجراً عظيماً بأنْ جعل في كل حرف يقرأه حسنة والحسنة بعشر أمثالها، ويُضاعف الله ما يشاء وأنّه يكون يوم القيامة شفيعاً لصاحِبه وقارِئه، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول: (اقْرَأُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ) رواه مسلم. وقارئ القرآن قال فيه رسولنا الكريم أنّه يعيش عيْش السُعداء ويُنجّي صاحبه يوم الحشر ويموت موتة الشُهداء وأنّه النور يوم الظُلمات والظّل يوم الحَرور ويُبارك في حسنات صاحبه.
دوافِع نفس المسلم لحفظ القرآنلأنّ القرآن منهج حياتُنا ومنه تستمّد الأمة الإسلامية نظام مُعاملاتها المُختلفة أحكام وفضائل وشروط الأعمال والحُكم فكان لا بد لكل مسلم التعبُد بتلاوته وحِفظِه للتقرُب إلى الله، وأنْ يضع في قائمة أولوياته وأهم مشروعات حياتِه هو حفظ القرآن الكريم ولا بدّ أنْ تُوجد في نفس المؤمن العزيمة والنيّة الصّادقة حتى يُعينُه الله على حفظ القرآن، ومنْ أهم أسباب حفظ القرآن هو ابتّغاء الأجر والفوز بالجنة وإكرام الوالدين بإلباسهم تاج الوقار بفضل الله وكرِمه وحفظ القرآن هو اتبّاع لهدي السُنّة النّبوية حيث كان الرسول دائم التّلاوة والحفظ للقرآن، قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب:21)، وحِفظ القُرآن فرض كِفّاية علينا نحن كمسلمين حيثُ أنّه إذا حفظهُ البعض سقط عن الباقين، لماذا لا تكن أنت مُبتغياً لأجر حفظه وفضل تعلُمه وتعليمُه وحمّلة القرآن هم أهل الله وخاصّتُه والقرآن سيكون رفيقُك وأنيسُك الوحيد عند موتِك وفي ذلك فليتنافس المُتنافِسون.
كيف أحفظ القُرآن بسهُولة وسُرعةسوف نتطّرق لعدة طُرق وأساليب تُعينُنا على حفظ القرآن بسرعة دون أن نكّل أو نشعُر بخمُول وبكل سهولة:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخــبــــرنـّـــي بـأنّ الـعـلــم نــورٌ
ونــور الله لا يُــهـدى لـعاصـي.
تذّكر دائماً أنّك تفعل كل هذه الأمور المذّكُورة أعلاه لإتمام حفظ القرآن، ولتنْعم بنعمة حِفظِه وتلاوته والعمل به، واعلم أنّ المُؤمن العالِم خير وأحبْ إلى الله من المُؤمن الجاهل، فعليك دائماً تذّكُر الهدف المنشود، والموضوع نُصْب عينيك، اكتبه على ورقة على حائط غُرفتك، ودوّنهُ على مُلاحظة في هاتفك الخاص، تذكّر دائماً هذا الهدف واعلم أنه من يسعى إلى هدفه بصِدق تُساندُه كل الظروف للوصول إليه.
المقالات المتعلقة بكيف احفظ القران الكريم بسهولة وبسرعة