يحدث التقرّب إلى الله بعمل الإنسان نفسه، إذا كان عمله خيراً ويقصد به وجه الله، ويمنع نفسه من الأمور التي تغضب الله، مثل ارتكاب الكبائر، وأن يوجد في المكان الذي أمره الله، وأن يفتقد في المكان حيث نهاه الله، فهو بذلك يريد رضا الله والتقرّب منه، والله لا يضيّع عمل الخير، وهناك درجات للتقرّب من الله، وكلّما زاد الإنسان من أعمال الخير والطاعات كلّما تقرّب من الله أكثر، مثل صلة الرحم وإيتاء الزكاة وصلاة النافلة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الله تعالى قال: مَن عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)، والمقصود من القرب من الله ليس القرب الجغرافي بل المقصود هو القرب المعنوي والحياة السعيدة نقية وخالية من الاضرار والسيئات والفوز بالحياة الدنيا والآخرة وسلك طريق الأنبياء رضي الله عنهم والصحابة الكرام.
إذاً فالقرب الحقيقي هو الفعل الذي يتقرّب به من الله فهو يحمل كل معاني التقرّب، وعند بلوغه نكون قد سرنا في طريق الله، يقول الله عزّ وجلّ (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) المطففين: (18-21).
لا يتحقق القرب من الله إلّا بالمعرفة والإيمان بوجود الله، ولا يجوز العمل من دون الإيمان أو الإيمان من دون العمل لذا يجب أن يكون الإيمان والعمل موجودين، يقول الله عزّ وجلّ: (وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ) المؤمنون (74)، أي أنّ الذين لا يعملون ولا يؤمنون بوجود الله لا يمرّون عن الصراط ويجب الربط بين العمل والإيمان فالله لا يبارك في العمل الذي ينقصه الإيمان.
أهميّة التقرّب من اللهإنّ وجود هدف في حياتنا وهو القرّب من الله يحقق السعادة في راحة الضمير وحفظ الحقوق والإقتناع بما قسّمه الله لك وعدم النظر للغير، والحفظ من النار ومن عذاب الآخرة والفوز بالجنة والإخلاص والصدق في التعامل، كلّها تأتينا براحة البال وتعالج كل مشاكلنا وتقينا منها، ومن أهم طرق التقرّب من الله طاعته والابتعاد عن المحرمات و المعاصي وهي:
المقالات المتعلقة بكيف أكون قريباً من الله