كلّنا نطمح للسّعادة، ونسعى إليها بكلّ مراحل حياتنا؛ فهي ما يبعث راحة البال، والطّمأنينة، وهي ما يجعلنا نرى الحياة جميلة، ونحبّ أنفسنا، وهي ما فقده كثيرٌ ممّن ابتعد عن الله سبحانه وتعالى. كيف تكون السّعادة الحقيقيّة؟ وكيف نصل إليها؟ سنذكر في هذا المقال بعض الطّرق للسّعادة.
طريق السعادة الرّضا بما قسمه الله لكمن مفاتيح السّعادة الأبديّة الرّضا بقضاء الله وقدره؛ فهو في النّهاية أمرٌ لا بدّ منه، فلم تحزن عليه؟ وأنت تعلم أنّ الله سبحانه وتعالى يحبّك ولا يريد بك إلّا الخير، فإذا آمنت بذلك، تجد قلبك قد ارتاح واستقرّ، ومهما كانت الظّروف الّتي تمرّ بها، فلا بدّ من أنّ تنتهي، ولا بدّ من أن اليسر آتٍ بعد العسر، ولا بدّ من أن يحلّ النّسيان مكان الألم، فيريحك ويُنسيك حزنك.
إذا مررت بمشكلةٍ ما، أو إذا فقدت عزيزاً عليك، تذكّر بأنّنا في دنيا فانية، وأنّنا ما خُلقنا إلّا لنصبر وننال منه الثّواب والأجر، وأنّك بصبرك تملأ كتاب حسناتك، وأنّ الله معك في كلّ الظّروف، فتجد راحة القلب، ويزول الغيم الأسود المغشي على عينيك.
الصّلاةالصّلاة ليست عماد الدّين من فراغ، ولم يجعلها الله أوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة من دون سبب؛ فالله سبحانه وتعالى يحبّ عباده، ولا يحبّ أن يراهم حزينين، فأنعم عليهم بالصّلاة، الّتي هي راحة البال وطمأنينة النّفس، وهي مأوى كلّ حزينٍ مهموم.
حاول في وقت حزنك وألمك أن تتوضّأ، وتستقبل القبلة بقلبٍ مؤمن، وصلّ ركعتين طلباً ورجاءً وحاجةً من الله تعالى، واسجد وقل لربّك كلّ ما في قلبك، ستشعر بطاقةٍ غريبةٍ تخرج منك، وسيمتلئ قلبك بالسّكون والسّعادة، لعلمك أنّ الله معك، ولو تركك كلّ النّاس فهو باقٍ معك، وهو من يجب الرّجاء والاستعانة به عند الشّدائد.
التّوكّل على الله سبحانه وتعالىأخذ النّاس مفهوم التّوكّل وعمِلوا به بشكلٍ خاطئ؛ فتجد الحزين المهموم جالساً والدّمع في عينه، مدّعياً أنّه يتوكّل على الله وينتظر منه فرجه، وهو في ذلك يتواكل عليه.
التّوكّل الصّحيح يكون في أخذ الأسباب كلّها، فحاول في وقت حزنك أن تبحث عن أسبابه، وتحاول علاجها، سواءً أكان خلافاً مع صديق، أو مشكلةً في مكان العمل، أو عدم رضاً عن نفسك، كن أنت من يُبادر بالخير، ويتصالح مع الصّديق، ويحلّ المشاكل في العمل، ولو كان في ذلك بعض التّنازلات، وبعدها توكّل على الله، ستجد قلبك اطمأنّ، وكأنّ حملاً ثقيلاً قد أزيح عنه، وستشعر بالسّعادة بإذن الله.
الدّعاءالدّعاء سلاح المؤمن؛ فهو سبيل النّجاة من كلّ مأزقٍ وهم، وهو مستجابٌ لا محال للمؤمن الحق؛ فقد وعدنا ربّنا الكريم بذلك، وقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
إذا مررت بمأزقٍ وكنت حزيناً مهموماً، حاول أن ترفع يديك لربّ العباد، وتُغمض عينيك، وتستشعر بأنّك واقفٌ أمام الله العظيم، وأخبره عن كلّ ما يجول بخاطرك، واطلب منه كلّ ما يريده قلبك، وآمن بأنّ دعاءك لن يرد، وسيستجاب بإذن الله ولو بعد حين، لتشعر براحةٍ لا توصف، وسعادةٍ لطالما حلمت بها.
المقالات المتعلقة بكيف أكون سعيداً