قوة الإيمان يشعر المسلم في لحظاتٍ معيّنة بقوّة إيمانه وعلوّ همّته، وزيادة رغبته في تأدية العبادات والطّاعات بل والتّنفل فيها طمعًا في كسب الحسنات، ونيل الدّرجات، بينما في لحظاتٍ أخرى قد يشعر المسلم بفتور همّته، وضعف في إرادته، وخاصّة عندما يقضي شهواته الدّنيويّة المباحة، وهذا الشّعور المختلف بين الحين والآخر هو حقيقة أكّد عليها النّبي عليه الصّلاة والسّلام حينما بيّن للصّحابة الكرام أنّ النّاس لو بقوا على ما هم عليه من الإيمان والسّمو الرّوحي في لحظات العبادة والطّاعة والخشوع لصافحتهم الملائكة في الطّرقات، وهذا يؤكّد على معتقد أهل السّنّة والجماعة في مسألة الإيمان وأنّه يزيد وينقص، فما هي الأمور التي تقوّي إيمان العبد بربّه جلّ وعلا؟
كيفية تقوية إيمان المسلم بالله تعالى - قراءة القرآن وتدبّر آياته؛ فالقرآن الكريم الذي هو كتاب الله عز وجل المعجز اشتمل على كثيرٍ من السّور والآيات التي تتضمن ذكر الجنّة وما فيها من نعيمٍ مقيم، وذكر النّار التي أعدّ الله للكافرين العاصين وما فيها من العذاب الأليم، كما اشتمل القرآن الكريم على ذكر الأمم السّابقة وما حلّ بهم من العذاب حينما عصوا ربّ العباد، وكذلك ذكر القصص التي تبعث في النّفس العظة والعبرة، فالحرص على تلاوة القرآن الكريم من الأمور التي تزيد الإيمان في النفس. قال تعالى في وصف عباده المتقين، (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا).
- النّظر في الكون والآفاق وما خلق الله فيها من العجائب والبدائع وما يبهر الأبصار ويحيّر العقول، فقد استودع الله سبحانه وتعالى هذا الكون العظيم أسراره وآياته الدّالة على عظمته وقدرته وتدبيره، وإنّ من شأن النّظر في الكون أن يزيد إيمان المسلم عندما يتفكّر في قدرة الله في الخلق والتّدبير.
- الحرص على الذّكر بأن يبقى اللّسان رطبًا بذكر الله، وكذلك ملازمة مجالس الصّالحين الذّاكرين، فالمسلم يزيد إيمانه عندما يحرص على ذكر الله تعالى في جميع أحواله، فالذّكر يبقي المسلم في صلةٍ مع خالقه وما يمنحه ذلك من الرّحمات الرّبانيّة التي تملأ قلبه نورًا، وتزيد نفسه إيمانًا وخشوعًا، وكذلك الحرص على حضور مجالس الذّكر والعلم التي لا يغيب عنها ذكر الله والصّلاة على نبيّه عليه الصّلاة والسّلام، فحلق الذّكر تحفّها الملائكة بأجنحتها، وتتنزّل على من فيها السّكينة.
- اجتناب المعاصي والآثام، فالذّنوب وإن كانت صغيرة قد تبعد عن المسلم الحالة الإيمانيّة السّامية التي يرنو إليها، لأنّ المعاصي والذّنوب تنكت في القلوب نكتةً سوداء تؤثّر في الحالة الإيمانيّة للقلوب وتضعفها، فاجتناب تلك المعاصي ممّا يزيد الإيمان ويقوّيه.