كيف أغير من نفسي للأحسن

كيف أغير من نفسي للأحسن

التغيير

لا شكّ بأنّ التّغيير هو سنّة من سنن الكون والحياة، فأحوال الحياة المختلفة وأحوال البشر لا تبقى على حالٍ واحد وإنّما تتغيّر باستمرار لأنّ الجمود والسّكون لا يصنع شيئاً بل يقضي على سمة الحياة وهي الدّيناميكيّة المستمرة التي تتولّد منها كلّ مظاهر الحياة في الكون؛ فالإنسان وحتّى يتحصّل على رزقه تراه يسعى لذلك ويتحرّك، كما أنّ حركته تلك تتطلّب حركة غيره ضمن منظومة تسخير الناس لبعضهم البعض.

إنّ التّغيير ما هو إلّا مظهر من مظاهر الدّيناميكيّة الإيجابيّة في الحياة، كما أنّه وسيلة لتغيير الحال. قال تعالى (إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم)، فكيف يغيّر الإنسان نفسه للأحسن؟

طرق تغيير النفس للأفضل

يستطيع الإنسان أن يغيّر نفسه للأحسن والأفضل بعدّة طرق نذكر منها:

  • تقويم النّفس باستمرار من خلال وضع منهجيّة معيّنة في الحياة تضمن السّير بالنّفس إلى مراتب عالية في الأخلاق والقيم النّبيلة؛ فالإنسان وضميره الحيّ هو وسيلة التّغيير النّاجعة الأولى التي يستطيع الإنسان بواسطتها التّغيير للأحسن، ومثال على ذلك أن ينظر الإنسان إلى سلوكيّاته في الحياة ويضعها في ميزان الصّواب والخطأ والحسن والأحسن، وأن يسعى جاهدًا بعد تبيّن الحقّ والصّواب أن يتّبعه ويغيّر من نفسه .
  • أن يقرأ الإنسان في سير الصّالحين وأصحاب الأخلاق الكريمة والقيم النّبيلة الذين عاشوا عبر التّاريخ، ففي كلّ فترةٍ زمنيّة كان هناك من الصّالحين ما اعتبرت سيرهم وأخلاقهم قدوةً لمن بعدهم، وبالتّالي على الإنسان الذي يحرص على أن يتغيّر للأفضل أن يقرأ سيرهم ويتعلّم منهجهم في الحياة وكيف كانوا يتصرفون ويتعاملون مع النّاس .
  • أن يحبّ الإنسان لنفسه ما يحبّه لغيره من أمور الحياة وحظوظها؛ فالإنسان يجب أن يعلم أنّ ما يسعده يسعد غيره وما يسعد غيره يسعده لأن الناس عادة تجمعهم غايات وأهداف مشتركة، فالكلّ يسعى لأن يعيش حياةً سعيدة هانئة، والكلّ يسعى لأن يظفر بوظيفة مستقرّة يتحقّق له فيها الأمان الوظيفي والنّفسي .
  • أن يمتلك الإنسان الإرادة والعزيمة والرّغبة للتّغيير نحو الأحسن، فكثير من النّاس لا يحقّقون التّغيير نحو الأفضل بسبب عدم وجود الرّغبة لديهم في ذلك، وقد يكون بسبب عدم وجود الإرادة الحقيقيّة للتّغيير والعزيمة في ذلك؛ فالتّغيير يظلّ أمنيةً ورغبةً وغايةً لا تتحقّق على أرض الواقع إلا بالجدّ والعمل وبذل الجهد، قال تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ).
  • اتباع شريعة الرّحمن، فالله سبحانه وتعالى شرع للبشر ما يصلح أحوالهم في الدّنيا ويحسن مآلهم في الآخرة لأنّه أعلم بما يصلح شؤونهم، قال تعالى (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشّر المؤمنين الذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجرًا كبيرًا ) .

 

المقالات المتعلقة بكيف أغير من نفسي للأحسن