محتويات
صلاة الاستخارة
قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،[١] من البديهيّ أن يحتاج الإنسان لقوَّةٍ تتدخّل في وقت الأزمات والشَّدائد لتفريج ما به من كُروبٍ، وتخفيف آلامه، وجبر كسره، وقد جعل الله لمن يُؤمن به باباً يَطرُقه كلّما احتاج للعون، وسبيلاً يرى فيه الخير والصّلاح من طريق السّوء والهلاك، فإنّ العبد كلّما ازداد قُرباً من الله وتَعَلُّقاً فيه زاد عند الله مَقامه، وبالتّالي أصبح كلّ ما يطلبه أقرب للتّحقيق، وحيثُ إنَّ أقربَ طريقٍ بين العبد وربّه هي الصّلاة؛ فقد شرَّع الله عزَّ وجلَّ للمسلم صلاةَ الاستخارة ليعرض ما يَهُمُّه على خالقه ليختار له الأصلح له ديناً ودنيا، ويُبعد عنه كل سوءٍ أو معصية.
معنى صلاة الاستخارة
كيفيّة صلاة الاستخارة
جاء ذكر كيفيّة الاستخارة في النُّصوص الصّحيحة المنقولة عن رسول الله - عليه الصّلاة والسّلام - كما ذكر الفُقهاء لها صُوراً مُقتَبَسَةً من أقواله وأفعاله - عليه الصّلاة والسّلام - ويُمكن بيان ذلك فيما يأتي:
من حديث الرّسول عليه الصّلاة والسّلام
روى البخاريّ في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُ أصحابَه الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها، كما يُعَلِّمُ السورةَ من القرآنِ، يقولُ: (إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ، ثم لْيقُلْ : اللهم إني أَستخيرُك بعِلمِك، وأستقدِرُك بقُدرتِك، وأسألُك من فضلِك، فإنك تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أَعلَمُ، وأنت علَّامُ الغُيوبِ، اللهم فإن كنتَُ تَعلَمُ هذا الأمرَ - ثم تُسمِّيه بعينِه - خيرًا لي في عاجلِ أمري وآجلِه - قال : أو في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري - فاقدُرْه لي ويسِّرْه لي، ثم بارِكْ لي فيه، اللهم وإن كنتَُ تَعلَمُ أنه شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري - أو قال : في عاجلِ أمري وآجلِه - فاصرِفْني عنه، واقدُرْ ليَ الخيرَ حيثُ كان ثم رَضِّني به)،[٤]
ورى ابنُ حبان من حديث أبي سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه - قوله - عليه الصّلاة والسّلام: (إذا أراد أحَدُكم أمرًا فلْيقُلِ : اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلْمِكَ وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ إنْ كان كذا وكذا - للأمرِ الَّذي يُريدُ - خيرًا لي في دِيني ومعيشتي وعاقبةِ أمري فاقدُرْه لي ويسِّرْه لي وأعِنِّي عليه وإنْ كان كذا وكذا - للأمرِ الَّذي يُريدُ - شرًّا لي في دِيني ومعيشتي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي ثمَّ اقدُرْ لي الخيرَ أينما كان لا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ).[٥]
من النّصوص النبويّة الصّحيحة
الحديثان سالفا الذّكر وردا بطريقين صحيحين، إلا أنَّ الحديث الأول الذي رواه البُخاري عن جابر جاء فيه أنّ من أراد الاستخارة فعليه أن يبدأ بصلاة ركعتين من غير الفريضة، أمّا الحديث الثّاني فقد خلا من ذلك؛ بل جاء فيه: فليقل: (كذا وكذا)، وأَهَمُّ ما يُمكن الإشارة إليه من ذلك أن الاستخارة لها طريقين هما:
وقت صلاة الاستخارة
ليس لصلاة الاستخارةِ وقتٌ مخصوص، فإنّّه يجوز للمسلم متى أهمَّهُ أمرٌ وأراد أن يطلب الخِيَرة من الله لذلك الأمر أن يتوجَّه إليه بالصّلاة ويسأل حاجته، إلا أنَّ ذلك الجواز محصورٌ بأوقات الاستحباب والإباحة، والبعد عن الأوقات التي تُكره فيها الصَّلاة، وهي ما بعد أداء صلاة الفجر إلى طلوع الشّمس بقدر رُمح (من وقت الانتهاء من الفجر إلى وقت الضّحى)، وفترة توسُّط الشّمس في السّماء (فترة الزّوال إلى الظّهر)، وما بعد الانتهاء من صلاة العصر إلى ما بعد الغروب (من صلاة العصر إلى صلاة المغرب)، فإن ابتعد عن تلك الأوقات جاز لها أن يُصلِّيها متى أراد.[٧]
الأمور الواجب مراعاتها في الاستخارة
بعد ذكر صور وكيفيّة صلاة الاستخارة ينبغي ذكر ما يجب مُراعاته من أفعالٍ وأقوال قبل الصّلاة، وأثنائها، وبعدها، ومن ذلك ما يأتي:[٨]
المراجع
المقالات المتعلقة بكيف أصلي صلاة الاستخارة ومتى