تعتبر الأفكار من المحددات التي تحدد محتوى الإنسان، ورحمته، وأخلاقه، فالأفكار كما هو معروف هي نتاج تراكم خبرات الإنسان، وتطور معرفته، وتقدمه العلمي، كما أن الأفكار تتضمن رأي الإنسان فيما حوله، وفيمن حوله، ومنه فإن الأفكار ذات مجالات واسعة جداً.
تمر الأفكار بالعديد من المراحل، ففي المرحلة الأولى تتبلور الفكرة داخل الإنسان، ثم يقوم بالتعبير عنها من خلال الوسائل التعبيرية المختلفة، مما يؤدي إلى تفاعل الوسط المحيط معها، فيتلقى التغذية الراجعة مما يدفع بالإنسان إلى تعديل الفكرة، أو حذفها، أو إبقائها كما هي، ولما كانت الأفكار تحمل مضمونات خطيرة في الكثير من الأحيان.
وقد كان لزاماً على كل إنسان يحمل فكرة بداخله أن يسيطر عليها وألاّ يجعل من نفسه مطية لها، فإذا ما سيطرت الفكرة على الإنسان فقد هو سيطرته على نفسه، وبالتالي صار منقاداً لها، وإذا خلا الإنسان من الوازع الأخلاقي، أو الديني، أو الإنساني، وإذا كانت الفكرة تحمل مضموناً شريراً حدثت الكارثة، فالطغاة، والمجرمون، والمستبدون، والمختلون عقلياً الذين أحالوا حياة الناس إلى جحيم أسود كانوا حتماً ضحية لأفكارهم الشريرة، ونفسياتهم السّيئة التي دفعتهم ليقوموا بما قاموا به من أعمال إجرامية لا إنسانية.
السيطرة على الأفكارالمقالات المتعلقة بكيف أسيطر على أفكاري