تعتبر كرامة الإنسان من الأمور المهمّة التي يحرص على صونها الفرد ، و قد كرّم الله تعالى آدم حين خلقه حين أمر الملائكة بالسّجود له تعظيماً لخلقه ، و كرّم ذرّيته حين استخلفهم في الأرض و جعلهم مكلّفين بعمارتها وفق منهج الله تعالى ، قال تعالى ( و لقد كرّمنا بني آدم و حملناهم في البرّ و البحر و رزقناهم من الطّيبات و فضّلناهم على كثيرٍ ممّن خلقنا تفضيلا ) ، فالإنسان قد حاز شرف التّكريم من ربّ العالمين فلا يحقّ لأحدٍ أن يهين كرامته أو يعتدي عليه ، و لأجل ذلك منع الله تعالى الظّلم الذي يقع على الأفراد و يمتهن من كرامتهم ، و قد كان النّبي صلّى الله عليه و سلّم خير قدوةٍ للبشريّة جمعاء في حفظ كرامات النّاس ، فقد كان يحترم الكبير و يوقّره ، و يعطف على الصّغير و اليتيم و يحنّ عليه و يكرمه ، و لقد عبّر أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله عليه الصّلاة و السّلام عن خلق النّبي الكريم في تعامله معه حيث قال ، لقد خدمت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عشر سنين ، فما قال لي أفٌ قط ، و لم يقل لشيءٍ فعلته لم فعلته ، و لا لشيءٍ لم أفعله ألا فعلته ، و لا شكّ بأنّ تعامل النّبي الكريم مع النّاس يمثّل أرقى و أسمى صور التّعامل الإنساني .
و إنّ الإنسان المسلم يسوؤه أن يتعرض للإهانة من غيره ، و تراه يغتمّ لذلك و يحزن ، و خاصّةً إذا امتهنت كرامته من قبل إنسانٍ ظالمٍ أمام النّاس ، و لا شكّ بأنّ المسلم مطلوبٌ منه الإنتصار لنفسه بدفع الباطل و الأذى ، و الذّب عن عرضه و الدّفاع عن صورته الحسنة أمام النّاس ، و لا يكون ذلك إلا حين يكون المسلم محافظاً على علاقته بربّه ، متمسّكاً بحبل الله المتين ، و إن أثر علاقة المسلم مع ربّه تظهر آثارها على شخصيّة المسلم بحيث يكتسب هيبةً في نفوس النّاس تجعل النّاس يحترمونه و يوقّرونه دائماً ، كما أنّ من وسائل حفظ كرامة الإنسان أن يبتعد عن مجالسة الجهلاء ضعاف الأنفس ففي مجالستهم إسقاط لهيبة الإنسان ، كما قد تجرّىء النّاس للنّيل من كرامته ، و أخيراّ نقول أنّ أهمّ شيءٍ لحفظ الكرامة هو حفظ الله تعالى و أن نضع دائماً نصب عيننا شعار ، احفظ الله يحفظك .
المقالات المتعلقة بكيف أحفظ كرامتي