البيت السعيد
السّعادة هي الهدف الذي يصبو إليه جميع الناس، ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيقها، ومن المعروف أنّ السعادة تبدأ من الدّاخل؛ أي من البيت والأسرة؛ فالشّخص الذي يَعيش في بيتٍ سعيد تتوافر فيه جميع وسائل الرّاحة والسّعادة والسّرور، ينعم أهله بالفرح، ويشعرون بأنّ الدّنيا من حولهم أجمل.
إنّ السّعادة الموجودة في البيت تنعكس على جميع أفراد الأسرة والمجتمع؛ لأنّ كلّ شخصٍ سعيدٍ في بيته يحمل سعادته إلى الآخرين فيتأثّرون بها؛ لأنّ الفرح من الأشياء التي تنتقل بالعدوى كما يقولون، وعلى الرغم من أنّ السعادة المُطلقة ليست إلا مُجرّد حلم، إلا أنّ الإنسان بإمكانه أن يتلاءم مع ظروفه ومعيشته، فيعيش في بيته سعيداً وهانئاً ومسروراً.
كيفية جعل البيت سعيداً
- الحرص على وجود الحب، والمودّة، والاحترام، والتّفاهم بين أفراد الأسرة جميعاً، خصوصاً الأم والأب؛ فلا يُمكن أن تكون السّعادة موجودة دون حبٍّ بين الإخوة والأخوات والزّوج والزّوجة الذين يعيشون معاً في البيت نفسه.
- تجنّب التّشاحن والبغضاء بين أفراد الأسرة، وترك الحسد والغيرة بين الإخوة والأخوات، وتعامل كلّ فردٍ مع الآخر بمنطق الإيثار والتّفاؤل والتّفاني والحبّ الصّادق، والمعاشرة بالمعروف.
- الرّضا بما قسمه الله سبحانه وتعالى لأهل البيت من رزقٍ ومالٍ ورفاهية، وعدم مقارنة هذه الأشياء بما يملكه الآخرون؛ فالبيت الجميل يكون جميلاً بنفسيّة من يعيشون فيه، وليس بما فيه من أثاثٍ فخمٍ أو غيره من الكماليّات.
- الحفاظ على جوّ المرح والفُكاهة في داخل البيت، ونبذ العصبيّة والصُّراخ والصّوت العالي النّاجم عن شعور الغضب، والتّعامل مع الأمور بإيجابيّةٍ مُطلقةٍ، بعيداً عن السّلبيّة والتّشاؤم.
- الحرص على طاعة الله تعالى وذكره، والالتزام بالصّلوات من قِبَل أفراد البيت جميعاً؛ لأنّ السعادة تكتمل بطاعة الله تعالى ورضاه، والمواظبة على قراءة القرآن الكريم داخل البيت، خصوصاً سورة البقرة التي تطرد منه الشّياطين، وتبعد عنه شرّ العيون والحاسدين والحاقدين.
- ممارسة الأمور المفيدة والإيجابيّة داخل البيت؛ بحيث تنعكس هذه الأشياء على الجوّ العام فيه، وعلى نفسية أفراد الأسرة؛ مثل الحرص على نظافة البيت وترتيبه وتوضيبه، وزراعة النّباتات الخضراء التي تبثُّ الأمل وتجعل فيه روحاً جديدةً، وعدم رمي القاذورات داخل الغرف أو تعريضه للإهمال؛ لأنّ البيت القَذِر يمنح طاقةً سلبيّةً لساكنيه.
- عدم التّمييز بين الأبناء أو ظلم أحدهم، وتربيتهم تربيةً حسنةً؛ بحيث ينشؤون على حب بعضهم بعضاً، وبرّ والديهم، وخصوصاً التمييز الذي يحصل عادةً بين الذّكور والإناث؛ لأنّه يُولّد شعوراً بالحقد والبغضاء والكراهية، ويجعل البيت تعيساً.