كيف آخذ حقي من الاخرين

كيف آخذ حقي من الاخرين

يظنّ البعض منّا أنّ ديننا الإسلامي يحثّ النّاس على الاستكانة و الخضوع و هذا خطأٌ كبيرٌ ، فديننا هو دين القوّة و العزّة ، و إنّ كثيراً من الآيات القرآنيّة يستطيع المسلم تلمّس مواطن القوّة فيها ، فحين يخاطب الله تعالى عباده بقوله ( و أعدّوا ) تعلم من ذلك أنّ الإعداد مطلوبٌ لمواجهة المخاطر و دفع الأذى عن الفرد و المجتمع و الأمّة الإسلاميّة ، و في الحديث الشريف إشارةٌ إلى أفضليّة المؤمن القوي على المؤمن الضعيف ، ذلك بأنّ المؤمن حين يكون قويّاً فإنّه يكون قادراً على حماية نفسه و مجتمعه ، كما يكون قادراً على البذل و العطاء و خدمة مجتمعه بفعاليّةٍ و اقتدارٍ ، و إنّ القوّة بلا شكٍ تشمل القوّة البدنيّة حيث حثّ النّبي على ممارسة الرّياضة و تعلم الرّمي ، كما تشمل القوّة الأمانة و الحلم و القدرة على كظم الغيظ حيث بيّن النبّي صلّى الله عليه و سلّم في الحديث أنّ الشّديد ليس الذي يصارع النّاس و إنّما الذي يملك نفسه عند الغضب ، كما تشمل القوّة ما يمتلكه المسلم من العلم و المعرفة التي تعدّ سلاحاً له في وجه الجهل و التّيه .

و يتكلّم النّاس كثيراً في مسألة الدّفاع عن النّفس و كيف يأخذ المسلم حقّه من الآخرين ، و لا شكّ بأنّ الإنسان يتعرّض في حياته للظّلم و سلب الحقوق أحياناً ، و الواجب عليه في هذه الحالة أن لا يستسلم و أنّ يستعين بالله تعالى و يفعل كلّ ما في جهده لردّ حقوقه ، و كما بيّن النّبي عليه الصّلاة و السّلام ذلك بقوله استعن بالله و لا تعجر ، و إن غلبك أمرٌ فقل حسبي الله و نعم الوكيل ، فعلم من هذا الحديث أنّ المسلم مطالبٌ بأخذ حقوقه و الاستعانة بالله تعالى في تحصيلها ، لأنّ الله تعالى يلوم على العجز و الضعف في تحصيل الحقوق ، كما أنّ على المسلم أن يعرض مسألته بكلّ حنكةٍ و بصيرة ٍو بلسانٍ واضحٍ بيّن حتّى يتبيّن القاضي مسألته ، فربّما كان بعض النّاس كما بيّن النّبي الكريم ألحن بلسانه من الآخرين ، فيستولي بلسانه على حقوق الآخرين ، بالتّالي على المسلم صاحب الحقّ أن يأخذ بالأسباب مع الاستعانة بالله تعالى ، و أن لا يتّخذ وسيلةً محرّمةً لردّ حقّه كالرّشوة و غيرها فالغاية لا تبرّر الوسيلة .

المقالات المتعلقة بكيف آخذ حقي من الاخرين