يمتلك الإنسان العاطفة والعقل واللتان تؤثران على تصرفاته بحيث هما من يقرران كيف يتصرف وماذا يفعل، وكيف يتصرف الجسد، وكلما كانتا قويتان وقادرتان على التصرف الحكيم كانت النتائج مذهلة أكثر، أما إذا واجهت العاطفة وواجه العقل الإضطرابات والمشكلات كانت القرارت خاطئة والنتائج مزعجة. أما العقل فهو المتحكم الرئيسي في الجسم وهو وسيلة التفكير التي يستخدمها الإنسان لإتخاذ قراراته. تميل القرارات للعقلانية والمنطق أكثر إذا كانت ناتجة عن العقل فقط ولا تؤثر فيها العاطفة، فالعاطفة ستضيع العقل وتنتج قرارات غير عادلة وغير منطقية، فمن يعملون في الحكم بين الناس كالقضاة يلزمهم تغييب العاطفة بشكل كبير حتى تتسم قراراتهم بالعدل والمنطق وتتوافق مع القوانين المطبقة والتشريعات النافذة.
القدرات العقلية هي التي تحدد العقل ونمط التفكير الذي يتبعه الإنسان، وهي التي تساعد الإنسان على اختيار تخصصه واتخاذ قراراته في كافة المواقف التي تواجهه عبر مسيرة حياته الطويلة، لهذا فيجب الاعتناء بهذه القدرات وتنميتها والعمل على تطويرها بكافة الطرق والإمكانات المتوافرة، حتى يتسم الإنسان بالنضج والقدرة على التفكير والعمل بشكل صحيح ليلعب دوره الذي خلق لأجله بأفضل صورة وطريقة.
تبدأ رحلة التنمية العقلية منذ الصغر ونعومة الأظفار، حيث يتوجب على الوالدين العمل على ذلك عن طريق توفير البيئة المناسبة لتنمية الأبناء، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم والغذاء المناسب لتنمية عقولهم. إضافة إلى البناء العضوي للعقل السليم، يتوجب أن يعمل الآباء على تطوير مهارات أبنائهم العقلية عن طريق اللعب وبطرق مسلية ومفيدة ينصح بها أصحاب الاختصاص، ويجب عليهم أيضاً أن يعملوا على إيجاد قدراتهم وذلك عن طريق التنبه لمهاراتهم فبعض الأطفال متميزون في القراءة وبعضهم في الحساب وبعضهم في الفن وبعضهم في الرياضة، فالمهارات البشرية متعددة ومختلفة إلى حد بعيد جداً.
أما كيف ينمي الإنسان مهاراته العقلية، فيجب عليه توسيع مداركه ومعارفه وذلك يتأتى فقط عن طريق القراءة، فالقراءة توسع الأفكار والمدارك، وتضع الإنسان أما خيارات جديدة وتفتح له أبوباً لم تكن مطروقة، مما قد يساعد عقله على التوسع وعدم الجمود وبالتالي سيكتسب القدرة على المناقشة والتحليل. إضافة إلى ذلك يتوجب عليه ممارسة الرياضة ففيها نشاط الجسم والعقل معاً. ويتوجب على الإنسان إكساب الجسم فترات نوم كافة لتنشيط الدماغ. وفي دراسة عجيبة ظهرت مؤخراً، كان من نتائجها أن الأفلام الإباحية تعمل على التقليل من قدرات الدماغ، لهذا فالابتعاد عن هذه الأمور وعن المسكرات والمخدرات وما إلى ذلك مما يدمر العقل والصحة من الأسباب التي تؤدي أيضاً إلى التقليل من القدرات العقلية.
المقالات المتعلقة بكيفية تنمية القدرات العقلية