يرى كثيرٌ من النّاس أنّ الحياة الدّنيا بأرزاقها و أحوالها و ما تفيض من نعيمها على الإنسان ما هي إلاّ مجرّد حظوظ تصيب أناسٍ و تخطأ آخرين ، و قد آمن النّاس بفكرة الحظّ منذ قديم الزّمان فكان همّ النّاس تحسين قدرتهم على الحصول على حظوظٍ أو فرصٍ مناسبةٍ في العيش و العمل و الزّواج و غير ذلك ، و يعبّر عن الحظ في مفاهيم النّاس البسيطة بدولابٍ يدور ماراً بأسماء شخوصٍ كثيرةٍ ثمّ تبطأ حركته بشكلٍ تدريجيٍّ حتى تستقر على اسمٍ معيّنٍ يدعونه النّاس بالرّجل المحظوظ ، و القرعة التي يمارسها كثيرٌ من النّاس قديماً و حديثاً حين يريدون تحقيق المساواة عند منح أمرٍ أو جائزةٍ معيّنةٍ ما هو إلا نوعٌ من الحظّ و النّصيب ، و قد كان النّبي صلّى الله عليه و سلّم يستهم في غزواته بين نسائه بأن يضع عدداً من الأسهم على عدد نسائه ثمّ يسحب سهماً عشوائيّاً يكون للمحظوظة منهنّ برفقة النّبي عليه الصّلاة و السّلام ، فالقرعة و هي أحد أشكال الحظّ تسعى لتحقيق العدالة بين النّاس و ليرضى بها المختلفون في أمرهم حين يوقنون أنّ يد البشر لا تتدخّل في الأمر و إنّما تتدخّل فيه يد الله سبحانه و القدر .
و إنّ البشر في مسألة الحظ قد سلكوا طرقاً شتى ، فمن النّاس من لجأ للمقامرة المحرّمة شرعاً لجني المال و كسبه و كلّه مبنيّ على الحظّ ، فترى أهل الباطل يجتمعون مع بعض ليتنافسون بوضع الأموال ثمّ يكون سعيد الحظ بزعمهم من ينالها كلّها ، و قد أبطل الله سبحانه كلّ أنواع الميسر و ما نراه و نعاينه في حياتنا المعاصرة من أشكال القمار على شاشاتنا و الذي يأخذ صورةً مزيّنةً للنّاس في صورة مسابقاتٍ ما هو إلا حرامٌ بيّنٌ على المسلم اجتنابه .
و إنّ منهج المسلم قائمٌ على الرّضا بما قسمه الله تعالى له و السّعي لتحصيل القوت و الكسب الطّيب بالأخذ بأسباب العمل و السّعي في الأرض بما أحلّه الله تعالى و اجتناب ما حرّمه ، و إنّ زيادة الفرص لدى الإنسان في عمله و تجارته و سائر أمره إنّما تكون بزيادة خبرات الإنسان و مهاراته و قدراته التي تفتح له أبواباً جديدةً و تعطيه فرصاً أكبر دائماً .
المقالات المتعلقة بكيفية تقوية الحظ