يُعتبر الحمام من أكثر الطّيور الصّديقة للإنسان، وهي الأكثر انتشاراً في الرّيف والحضر. ظهرت أنواع جديدة من هذه الطّيور عبر الأزمنة نتيجةً لعلاقتها بالإنسان الذي قام بتهجينها وإظهار سلالات جديدة منها. يتميّز أفراد الحمام بعلاقة جميلة ومُمتعة فيما بينهم تجعل المُربّين يستمتعون بها. وتربية الحمام ما زالت عادة سائدة حتَّى الآن، إذ يتميّز الحمام عن بقية الدّواجن بسهولة ترتبيته، ومُقاومته للعديد من الأمراض، والآفات، والتقلُّبات الجويّة، كما يتميّز بطعم مُميّز بينَ الطّيور ولهُ ذوَّاقيه ومُحبّيه على الرّغم من ارتفاع ثمنه، كما يُشكّل مصدراً للسّماد العضويّ.
تاريخ تربية الحمامأول أنواع الحمام الذي تم استئناسه هو الحمام الجبليّ (بالإنجليزية: rock dove)، وهو من الدّواجن التي تمَّ استئناسها منذ آلاف السنين. أما أوائل الشعّوب التي قامت باستئناس الحمام هم المصريين القدماء، كما نظر الإغريق للحمام نظرة التّقديس والتبجيل، أما الرّومان فهم أول من استخدم الحمام الزّاجل كنظام مُبكّر للمُراسلة، وقام النورمانديّون عند بنائهم للحصون ببناء أبراج معها لتربية الحمام. وفي الحرب العالمية قام الحمام بنقل الرّسائل من وإلى المدن المُحاصرة، ونقل الخطط الحربيّة قاطعاً مسافات تزيد على 600 كم.[١]
في الأوساط الشّرقية، تحتل تربية الحيوانات مركزاً مُهمّاً، ومنذ فترة ليست بالبعيدة كانت أغلب البيوت العربية تُربّي الحمام، والعصافير، والقطط، والدّجاج. أمّا في البادية والريف فقد كانَ الوضع أكثر رسميّة؛ لأنَّ الحيوانات كالأبقار والماعز والجِمال تُشكّل مصدرَ عيش ورزق، وسيُسلَّط الضّوء في هذا المقال على تربية الحمام، وهي هواية لازالت موجودة بالذات في المناطق الشعبيّة، وبعض الأوساط العائلية الكبيرة، والتي تمتلك مساحة ما على الأرض، أو على سطح منزلها. ينتمي الحمام لعائلة من الطّيور تضم تحتها 49 نوعاً مُختلفاً، وكان المصريّون القُدماء يُربّونها في أبراج من الطّين والفخّار.
أمكان تربية الحماميُربَّى الحمام إما بأبراج عالية ومفتوحة لتعيش حرّة، أو توضع بأقفاص خاصّة لضمان عدم ضياعها وسرقتها، أو لتجنّب من فرش روثها على الأرضية إذا كانت تعيش فوق أسطح المنازل، وقد توضَع بأقفاص لإجبار أنواع مُعيّنة على التّزاوج فيما بينها.[٢] يجب بناء قفص الحمام في مكان مكشوف ومُعرّض لأشعة الشّمس، مثل فناء المنزل أو سطحه، ويجب الحرص أثناء بناء القفص على تحديد مساحة كبيرة للنوافذ والشّبك، ثمَّ ترتيب الصّناديق التي سينام بها الحمام بجوار بعضها البعض، وبهذا يكون المكان جاهزاً.
أنواع الحمام التي يُفضل ترتبيتهفي بدايات تربية الحمام للمُبتدئين يُنصح بشراء الأنواع الرّخيصة والمُنتشرة من الحمام، مثل: البلديّ (البغداديّ)، والهنديّ، والكويتي، وبعدها التدرّج إلى الأنواع الغالية، مثل: الكينج، والتركيّ. وأنواع الحمام الأكثر شهرة هي كما يأتي:
يحتاج الحمام إلى عناية غذائيّة خاصة، ويجب تنويع الغذاء له. ويُقدّم له غالباً العلف المُكوّن من القمح، والذّرة البيضاء، والدُّخن، والعدس، ويوجد نوع مخلوط في الأسواق يحتوي على الحبوب السابقة، وهو النّوع المُفضّل، ويمكن تعويد الحمام على أطعمة أُخرى مثل الخبز النّاشف المطحون، والأرز المطبوخ. كما أنها تحتاج لبعض الحصى لمساعدتها على الهضم.[٢]
بالنسبة للشرب، يفضل شراء سقاية خاصة للطيور وهي تباع في محلات الحيوانات، أو تخصيص وعاء للماء، والحرص على أن يكون ممتلئاً دائماً، ويتم إطعام الحمام مرتين يومياً مرة صباحاً ومرة مساءً ويراعى أنَّ هذا الطعام سينفذ خلال ساعة أو ساعتين، ويتم إزالة الزائد منه بعدها.
معلومات أخرى هامةالمقالات المتعلقة بكيفية تربية الحمام