كيفية تأدية صلاة الاستخارة

كيفية تأدية صلاة الاستخارة

الاستخارة

الاستخارة لغةً، يُقال استخار أي طلب الخِيَرة في الشيء، أمّا اصطلاحًا: فهي طلب الاختيار من الله سبحانَه وتعالى بأن ييسّر خير الأمرين بالصلاة والتضرّع والدعاء، وهي توكيلُ أمر اختياراتنا لله تعالى العليم بنا والخبير بما يناسبنا والعالمِ بالغيب، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلّم الصحابة رضوان الله عليهم صلاة الاستخارة في الأمور كلها؛ وهي تكون في المُباحات ولا تكون في تأدية الواجب وترك الحرام؛ فلا يصحّ لأحدنا أن يستخيرَ الله تعالى في أن يصوم رمضان أو أن يشرب الخمر؛ فهذه الأمور لا استخارة فيها، وتكون في كبير الأمور وصغيرها، فرُبّ أمرٍ صغير تجرّ عواقبه الأمر الكبير.

يحسُن بالمرء إضافةً إلى الاستخارة أن يستشير أهل الرأي والصلاح؛ فالاستخارة تكون مع الله عزّ وجلّ والاستشارة مع أهل الصلاح، فيكون بذلك قد جمع خيرًا كثيرًا، فمثلًا يستخير المرء إذا أراد أن يتزوّج أو أن يبني بيتًا أو حتى إذا أراد أن يشتري قميصًا؛ فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستخيرون في أدقّ الأمور التي يهمُّون بفعلها رجاءَ أن ييسّرها الله تعالى لهم بما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة.

دعاء الاستخارة

(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد ِاللَّهِ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي به قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) [صحيح البخاري].

كيفية تأدية صلاة الاستخارة
  • يتوضأ المرء وضوءه للصلاة.
  • ينوي في نفسه أن يصلّي صلاة الاستخارة.
  • يكبّر تكبيرة الإحرام ثمّ يُصلّي ركعتين يقرأ فيهما ما تيسّر له من سور القرآن الكريم.
  • بعد السّلام يرفع يديه بالدعاء لله سبحانه وتعالى متضرّعًا إليه يبدأ بالثناء على الله سبحانه تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بدعاء الاستخارة ويُسمّي حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكلُّ دعاءٍ مع الصلاة على النبي الحبيب أدعى للإجابة والله أعلم.
  • على المسلم أن يعلم أنّ الأمور كلها بيد الله، وكلّ شيء يصرّفه كيفما يشاء، فلا يجزع بل تملأ السَّكينة والطمأنينة صدره بأنّ الله لا يقدّر له إلا الخير حتّى وإن بدا له الشر، فحِكمته مطلقة وخيره مطلق قد لا نجد -أحيانًا- إلى فهمه سبيلًا.

المقالات المتعلقة بكيفية تأدية صلاة الاستخارة