إن الإنسان الناجح هو من يخطط لحياته، ويمشي بخطىً واثقة نحو ما يريد، ولا يزعزع سيره على الطريق شيءٌ، مهما حاول البعض زرع العراقيل أمامه، بل يثق بقدراته وإمكانياته، ويضع أهدافه نصب عينيه، ويجعل من أهدافه سلماً يصعده درجة درجة إلى أن يبلغ قمته، ويحقق مبتغاه، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم الخطوات يمكن اتباعها لوصول الفرد إلى ما يريد.
كيفية الوصول إلى الهدفتحديد الهدف بدقة لقد خُلق الإنسان ليؤدي رسالةً في الأرض، والإنسان الناجح هو مَن يؤدي تلك الرسالة بإتقان ونجاح، وإن تحقيقها يتطلب من الفرد أن يرسم خططاً وأهدافاً يسعى إلى تحقيقها الواحد تلو الآخر، وتظلّ تلك الأهداف متجددة ومستمرة في سبيل تحقيق رسالته في الأرض، وإن وضعك للأهداف التي تريد بدقة كبيرة، من شأنها أن تجعلك تصحو كل يوم والابتسامة مرسومة على شفتيك لكونك على يقين بأن هناك ما يستحق أن تستيقظ لأجله، وعلى العكس من ذلك، فإن الشخص الذي يعيش بعشوائية وتخبّط دون رسم لأهداف يسير عليها، يشعر بفراغ في حياته وهو ما لا تبحث عنه بكل تأكيد، فاكتب أهدافك بشكل تفصيلي، بعدها انتقل للخطوة التالية.
التخلص من المعتقدات السلبية المتعلقة بالهدف إن المعتقدات الموجودة في عقلك الباطن أو اللاواعي هي إحدى الأسباب التي تقرّبك من الهدف، أو تبعدك عنه، فعلى سبيل المثال إن كان هدفك هو الحصول على وظيفة بمرتّب عالٍ، فإذا ما كان لديك قناعة قديمة أو اعتقاد -حتى وإن كان ذلك في صغرك- بأنّ الأشخاص الأغنياء على سبيل المثال هم تعساء أو أنهم سيّئون، فتأكّد بأنّ أي فرصة تقترب منك، وتكون من الممكن أن تحقق ما ترغب به، ستبتعد عنك؛ إما ستشعر بعدم الراحة لتلك الفرصة، أو تظهر أمامك مخاوف تجعلك تُضيع تلك الفرصة من يدك بطريقة أو بأخرى.
وللتخلص من تلك المعتقدات، اكتب كلَّ معتقداتك وقناعاتك المتعلقة بهذا الهدف على ورقة، ومن ثم اكتب على ورقة ثانية عكس ما ذكرت في الورقة الأولى وتخلص من ورقة السلبيات بتمزيقها إرباً صغيرةً أو حرقها، ولكن خذ بعين الاعتبار أن تكتب في الورقة الإيجابية ما تريد وليس عكس ما تريد؛ مثلاً اكتب في الورقة الأولى: الأغنياء تعساء، واكتب عكسها في الورقة الثانية: الأغنياء سعداء، وهكذا مع باقي القناعات، واحذر من أن تكتب في الورقة الثانية نفي الأولى فحسب، كأن تقول: ليس الأغنياء تعساء، فالعقل الباطن لا يميز بين النفي والإيجاب، وستبرمج عقلك بذلك على أن الأغنياء تعساء، بعد التخلص من المعتقدات السلبية، انتقل للخطوة الثالثة.
رسم تصورات ذهنية جميلة عن الهدف العقل الباطن لا يميز بين الحقيقة والخيال، وما إن تتخيل ما تريد وكأنه في حوزتك وتمتلكه بالفعل، فإن فرصة الحصول على ذلك الشيء ستقترب منك شيئاً فشيئاً إلى أن تتحقق على أرض الواقع، شرط ألاّ تتعلق بالشيء، بحيث تشعر أنه إما أن تحصل على ذلك الشيء كي تكون سعيداً وإلا فستظل تعيساً، لأنك بذلك تبعد عنك هدفك المنشود، نتيجة تركيزك الفعلي على مشاعر الاحتياج والحرمان، وبطبيعة الحال ما تركز عليه يزداد.
تجزيء هدفك الكبير إلى أجزاء صغيرة حيث إن الهدف بصورته الكلية يشعرك بضخامته وصعوبة تحقيقه، لكن تجزئته إلى أجزاء بسيطة، يشعرك بصغر المهام المترتبة عليك، واحرص على التقدم في إنجاز هدفك بعمل ولو جزء بسيط منه يومياً، وبالتالي تحققها بشكل أسرع.
المقالات المتعلقة بكيفية الوصول لما أريد