وحام الحمل قد يكون واحداً من أبرز متلازمات الحمل لدى السيّدات، وبسببه قد تتغيّر الحالة المزاجيّة، والنفسيّة للحوامل بشكل كبير، حيث يترتب على ذلك وجود أعراض متعددة تظهر بشكل واضح في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، والتي قد تعود للظهور أيضاً في بعض الحالات النادرة في الشهور الأخيرة.
يعزى أطباء المختصين بأمراض النسائيّة والتوليد حدوث هذه الظاهرة إلى تغيّرات فسيولوجيّة، هرمونيّة طبيعيّة، تصيب بعض النساء، وهذه التغييرات تسبب هذه الأعراض، ولكنّها ليست ظاهرة عامّة لدى جميع النساء، فهناك فئة منهنّ لا يشعرن بأيّ من هذه التغيّرات، وهذا يعود لطبيعة التكوين الجيني، والهرموني لديهنّ.
تعريف الوحاميمكن تعريف الوحام بأنّه: ظاهرة، أو حالة طبيعيّة تصيب الغالبيّة العظمى من النساء الحوامل، حيث تتمثل هذه الظاهرة بوجود بعض الأعراض التي تدل عليها: كالشعور بالتعب، والغثيان، والقيء المستمر، والصداع، والميل إلى تناول الطعام بشراهة، أو النفور عنه، وطلب أطعمة غريبة، وغير موجودة، ومن النّاحية النفسيّة: زيادة العصبيّة، والتوتر، والبكاء دون وجود أسباب حقيقيّة تدعو إلى ذلك، والنفور من الزوج، أو البيت، وغيرها من الأعراض التي تتفاوت من سيّدة إلى أخرى.
لقد أكد الأطباء المختصون بأمراض النسائية والتوليد أنّ الوحام ما هو إلا عرض نفسي يصيب الأم الحامل، وهذا نتيجة تغيّر الهرمونات في هذه المرحلة ممّا يجعلها متقلبة المزاج، سريعة الغضب، وسريعة التأثر بالمؤثّرات التي حولها، إضافة لتفكيرها الدائم بالمرحلة القادمة من الحمل، ومخاوف الولادة خصوصاً إن كان هذا هو الحمل الأول لديها، فكل هذا يسبّب انعكاسات نفسيّة سلبيّة، تزول تلقائيّاً بانتهاء تلك المرحلة من الحمل.
أمّا اشتهاء الأطعمة بكثرة في تلك الفترة، وميل الأم الحامل لطلب الأطعمة الغريبة، وغير مالوجودة، فهذا يعود لأسباب قد تكون هرمونيّة، أو أسباب متعلقة بفقدان الجسم لبعض العناصر التي يحتاج لها، فتطلبها الحامل كطعام، فمثلاً تميل بعض الحوامل إلى تناول الموالح، وهذه إشارة إلى حاجة جسمها إلى المعادن وخصوصاً الحديد، والزنك، والمغنسيوم، وبعضهنّ يطلبن أكل الحمضيّات، وهذا دلالة لحاجة الجسم إلى فيتامين سي.
أمّا في حالة أكل الحلويّات، والمخبوزات، فالجسم يحتاج إلى السكريات، والكربوهيدرات، وهذه الحالات تتغيّر تبعاً لحاجة الحامل لهذه العناصر، فبعد أن يكتفي جسمها من العنصر المطلوب، تكف الحامل عن طلب صنف الطعام الذي تحتويه، وتطلب طعاماً آخر وهكذا.
مدة الوحاميجمع الأطباء، والأخصائيون النفسيّون أنّ ظاهرة الوحام مرتبطة بالشهور الثلاثة الأولى من الحمل، وهذه الفترة لا يمكن تعميمها، فبعض النساء قد تشعر بأعراض الوحام بعد الشهر الثالث من الحمل، وبعضهنّ يتأخرن للشهر الثامن، والتاسع وهذا ما يسمى بالوحم المتأخر، وبعضهنّ الآخر لا يشعرن به، وهذا لا يعني أن حملهنّ غير طبيعي، أو أنّ هناك مشاكل قد تواجههنّ في فترة الحمل، فكما أسلفنا أنّ الوحام هو ظاهرة نفسيّة، وليست عضويّة، أو هرمونيّة مرتبطة بوضع الحمل، ولذلك فهي تتباين من امرأة إلى أخرى.
المقالات المتعلقة بكم مدة الوحام