الصداقة كلمة مشتقة من الفعل صادق، وتعرف بأنّها علاقة مودّة ومحبّة مبنيّة على الثقة والصدق بين الأصدقاء، وتتميّز بخصائص ووجود تجانس بين الأصدقاء فيميلون إلى المشاركة في اهتمامات وأنشطة مُختلفة، كما يستطيع الأصدقاء تبادل المشاعر والأحاسيس بطريقة عفويّة بعيداً عن التملّق والنّفاق، لهذا تُعتبر الصداقة مصدراً للرّاحة ومنبعاً للمشاعر الإيجابيّة، وتحتل الصداقة جزءاً كبيراً في قلوبنا، ويحتاجها الشخص في كل مرحلة من مراحل حياته، فهي تُضيف للحياة نكهة مختلفة عن باقي العلاقات.
كلمات عن الصداقةإليكم بعض القصائد التي تتحدث عن الصداقة.
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُمحمود سامي البارودي
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُإنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ
أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُيَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ
وَلاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُلا كالذي يدعى ودّاً وباطنهُ
من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُيذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً
لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُوَذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة
فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ. و استبقِ ودكَ للصديقِ ، ولا تكنالنابغة الذبياني
استبقِ ودكَ للصديقِ، ولا تكن قتباً يعضّ بغاربٍ، ملحاحافالرفقُ يمنٌ، والأناة ُسعادة ٌ
فتأنّ في رفقٍ تنالُ نجاحاَواليأسُ ممّا فاتَ يُعقِبُ راحَة ً
ولربّ مَطعَمة ٍ تَعودُ ذُباحايعدُ ابنَ جَفنَة َ وابن هاتكِ عَرشه
والحارثينِ، بأن يزيدَ فلاحاولقد رأى أنّ الذين هوَ غالَهُمْ
قد غالَ حميرَ قيلها الصباحاَوالتَّبّعينِ، وذا نُؤاسٍ، غُدوَة ً
وعلا أذينة، َسالبَ الأرواحا طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرحافظ إبراهيم
طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ
ولاحَ للنَّومِ في أجفانِكُمْ أَثَرُوذلك اللَّيلُ قد ضاعَتْ رَواحِلُه
فليسَ يُرْجَى لهُ منْ بَعْدِهَا سَفَرُهذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فالتَقِطوا
طِيبَ الكَرَى بعيونٍ شابهَا السَّهَرُهل يُنْكِرُ النَّوْمَ جَفْنلو أتيحَ لهُ
إلاَّ أنا ونجُومُ اللَّيلِ والقَمَرُأَبِيتُ أَسْأَل نَفْسِي كيفَ قاطعنِي
هذَا الصَّديقُ ومالِي عنهُ مُصْطَبَرُفما مُطَوَّقَةٌ قدْ نالهَا شَرَكَ
عند الغُروبِ إليه ساقَها القَدَرُباتتْ تُجاهِدُ هَمَّاً وهي آيِسَةٌ
من النَّجاةِ وجُنحُ اللَّيلِ مُعتَكِرُوباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً
مُرَوَّعاً لرُجوعِ الأمِّ ينتظرُيُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وتُزْعِجهُ
إذا سَرَتْ نَسمَة ٌ أو وَسَوسَ الشَّجَرُمِنِّي بأسْوَأَ حالاً حِينَ قاطعنِي
هذا الصَّديقُ فهَلاَّ كان يَذَّكِرُيا بنَ الكِرامِ أتَنسى أنّني رَجُل
لِظِلِّ جاهِكَ بعدَ اللهِ مُفتَقِرُإنِّي فتاكَ فلاَ تقطعْ مواصلتِي
هَبني جَنيتُ فقُلْ لي كيفَ أعتَذِرُ. دمعَة على صديقمحمد مهدي الجواهري
حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ
عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعيلاتبخَسوا قَدْرَ الدموع فإنّها
دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوعللنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى
وترى البكاءَ كواجبٍ مشروعوأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً
بدمائه من كفِ غير قريعأأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً
وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميعقد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها
لولا قضاءٌ ليس بالمدفوعأبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ
أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوعأبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً
لكنما أبكي على المجموعجَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌ
يَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوعأن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ
والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعيوإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما
قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوعشيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى
شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموعوبحَسْبِ " أحمدَ " لوعة "أنَّ ابنهُ "
" لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع"لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ
مُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروعأعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاً
بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟إني رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍ
لكن رأيتُ الصمتَ غيرَ بديعفأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتي
مقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع. إلى صديقإيليا أبو ماضي
يا من قرّبت من الفؤاد
وأنت عن عيني بعيدشوقي إليك أشدُّ من
شوق السّليم إلى الهجودأهوى لقاءك مثلما
يهوى أخو الظمإ الورودو تصدّني عنك النوى
وأصدّ عن هذا الصدودوردت نميقتك التي
جمعت من الدرّ النضيدفكأنّ لفظك لؤلؤ
وكأنّما القرطاس جيدأشكو إليك ولا يلام
إذا شكى العاني القيوددهرا بليداً ما ينيل
وداده إلاّ بليدومعاشراً ما فيهم
إن جئتهم غير الوعودمتفرّجين وما التفرنج
عندهم غير الجحودلا يعرفون من الشجاعة
غير ما عرف القرودسيّان قالوا بالرضى
عنّي أو السخط الشديدمن ليس يصّدق في الوعود
فليس يصدّق في الوعيدنفر إذا عدّ الرجال
عددتهم طيّ اللحودتأبى السماح طباعهم
ما كلّ ذي مال يجودأسخاهم بنضاره
أقسى من الحجر الصلودجعد البنان بعرضه
يفدي اللجين من الوفودو يخاف من أضيافه
خوف الصغير من اليهودتعس امريء لا يستفيد
من الرجال ولا يفيدوأرى عديم النفع إن
وجوده ضرر الوجود. كم صديق عرفته بصديقالبحتري
كمْ صَدِيقٍ عرَّفْتُهُ بِصَديقٍ
صَارَ أَحْظَى مِنَ الصَّدِيق ِالعتِيقِوَرَفِيقٍ رَافَقْتُهُ في طَرِيقٍ
صَارَ بَعْدَ الطَّريقِ خَيْرَ رَفِيقِ. رسائل إلى صديق من الحارة القديمةمحمد موفق وهبة
صديقيَ العزيزْ
تحيةَ الأشواقِ منْ فؤادِيَ المُقيمْ
على الوَفا لِلصَّاحِبِ القديمْ
لِذكرياتٍ لمْ تزلْ تحيا بِنا حَميمَة
لِعُمُرٍ عِشناهُ في حارَتِنا القديمَة
صديقيَ العزيزْ
تسألُني عنْ ذكرياتٍ لمْ تزلْ في البالْ
فوّاحةً مخضلةَ الأكمامْ
كأجمل الأحلامْ
ما أعجبَ السؤالْ!
وأنت من شاركني طفولتي السعيدهْ
تلك التي لمْ تستطع مباضِعُ الأيَّامْ
أن تنزع الفتنةَ والجمالْ
عن وجهها فلم تزلْ وليدةً جديدَهْ
ولم تزلْ حديقةً وارفة الظلالْ
نديةً مُزهرةً غنّاءْ
ترتاح في الذاكرة الصفراءْ
أذكرُ أنَّا لمْ نكنْ نعرفُ إلا الحبَّ والسلامْ
لمْ يكنِ الخصامْ
يُبعدُنا عنْ ضحْكِنا وَلَهْوِنا الحلالْ
أكثرَ مِنْ هُنَيْهَةٍ فَريدَهْ
مَهما تشاجَرْنا معَ الأطفالْ
في الحارَةِ الأخرى وفي الأزقَّةِ البعيدَهْ
لا بُدَّ أنْ يسودَ في النِّهايَةِ السلامْ
لابُدَّ أنْ يَلُمَّنا السلامْ
لابُدَّ أن يَضُمَّنا لِصَدْرِهِ الوِئامْ
مازالَ رسمُ حارتي في داخِلي يَطوفْ
يَحضنني، أحضنهُ في أضلُعي، في خاطري ينامْ
يَسكُنُ في بالِيَ لا يَضيعُ مِنِّي لحظةً يلوحُ كالطيوفْ
أبُثُّه الهُمومَ والأشواقَ والهُيَامْ
يُنيرُ دَربي كُلَّما حاصَرَنِي الظلامْ
في غابَةِ المدينَةِ السَّوداءْ
وكلما ادلَهَمَّ أُفْقُها المخيفْ
وأُغلِقتْ نوافِذُ الفضاءْ
بِسُحُبِ الدّخانِ والسُّخامْ
واختنقَ الفُؤادُ لا شَمسٌ ولا هواءْ
وغاصَ في الضَّجيجِ وَالضَّوْضاءْ
وابتَلَعَتْهُ أبحرُ الزِّحامْ
وكادَتِ الأقدامْ
تَدوسهُ فَيَأتي رسمُها العتيقْ
منْ داخِلي تَأتي إلَيَّ حَارَتِي، يَأتي إلَيَّ طَيفُها الرَّفيقْ
يَنْتَشِلُ الغَريقْ
مازلتُ يا صديقْ
إذا غزت جيوشُ الاِكتِئابْ
فؤاديَ المشوقْ
وزاد من وجيبِهِ التّذكارْ
وعاده الحنينُ للديارْ
لمربعِ الأصحابِ والأحبابْ
وساد في أنحائه هَمٌّ وضيقْ
أحنو عليه مشفقاً أمّاً على الوليدْ
أُركِبُهُ أرجوحةَ النشيدْ
أضمه أسكب في مسمعه ألحانيَ العِذابْ
أندى أهازيجي وأغنياتي
أروعَ ما غنيتُ في حياتي
أُجلِسُه بجانبي ودونما عتابْ
أُقَلِّب الصفحاتِ والصفحاتِ
في دفترٍ أوراقهُ الأيامْ
سطورُه محفورةٌ في البالِ لمْ تخطَّها أقلامْ
أجول فيها بينَ ذكرياتي
نقرؤها معاً فنستعيدْ
سُويعَةً من عُمُرٍ سعيدْ
عُمْرٍ من الهناءِ والسلامْ
عشناه في مرابع الكرامْ
في حارتي في المَرْبَع الرغيدْ
فينجلي الضبابْ
ويرجع الصفاءُ لا همٌّ ولا اضطرابْ
صديقيَ العزيزْ
تسألني عنْ ذكرياتٍ لم تزلْ فوّاحةَ الأزهارْ
ما شوَّهتْ جمالَها الأكدارْ
بالرغم من جحافلِ الخُطوبْ
خبَّأها وراءهُ الزَّمانُ لا تغيبْ
عَنْ أُفقِ بالي لَحظَةً لَيلاً وَلا نَهارْ
حدائقٌ مرفوعةُ البنيانْ
ما خطرتْ لأهلِ بابِلٍ ولم تبلغْ مقامَ حُسنِها الفتّانْ
أيٌّ من الجِنانْ
لمّا تَزَل تنفحني بالطّيبْ
مُقيمَةٌ في خاطِري ليستْ تَجوزْ
مهما ترامتْ فوقَها أقنِعَةُ الزَّمانْ.
المقالات المتعلقة بكلمات عن الصداقه