كلمات في القدس

كلمات في القدس

محتويات
  • ١ القدس
  • ٢ أقوال في القدس
  • ٣ قصائد شعرية عن القدس
    • ٣.١ القدس
    • ٣.٢ بين يدي القدس
    • ٣.٣ ماذا تبّقى في أرض الأنبياء
    • ٣.٤ في القدس
  • ٤ المراجع
القدس

القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشّريفين بعد مكة المكرّمة والمدينة المنورّة، القدس عاصمة مدينة فلسطين المُحتلّة، وتُعرف بأسماء أُخرى كبيت المقدس، ومدينة السّلام، وإيلياء. تُعتبر مدينة القدس من أقدم مدن العالم، وتحتل مكانةً مرموقةً بين مدن العالم؛ لأهميّتها الدينيّة عند المسلمين بسبب حادثة الإسراء والمعراج، وعند المسيحيّين بسبب قربها من كنيسة القيامة، والتاريخيّة؛ لأنّها شهدت الكثير من الحضارات والهجرات عبر الزّمان، والاقتصاديّة؛ فقد كانت مُلتقى التُّجار قبل الاحتلال لما تتميّز به من موقع مُتوسّط في الشّرق الأوسط.[١]

أقوال في القدس
  • سوف تستمرّ مسيرة النّصر حتى يُرفرف العلم الفلسطينيّ في القدس وفي كل فلسطين.
  • ما فيها موضع قد إلا وصلّى فيه نبيّ أو أمر فيه ملك.
  • من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس.
  • الأرض كلّها فندق، وبيتي القدس.
  • في القدس أبنية حجارتها اقتباسات من الإنجيل والقرآن.
  • إنّ مصير القدس يُعطي المسلمين أكبر ثقة وأمل في أن ينتصر الحقّ على الباطل والطّغيان.
  • والله لا أدري إن كانت القدس في القلب أم القلب في القدس، ردّوا عليّ قُدسي وقلبي.
  • لأنّه لا يُسمح لي بدخول القدس قلت لامرأة تقطن هناك كوني عيناي.
  • فداك أبي وأمي يا مَسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ما أعزّ مكانتك في نفوسنا يا أيّها البيت الأسير! وما أشدّ حرمتك، وما أشد شوقي للصّلاة فيك وأنت حرٌّ طليق!

قصائد شعرية عن القدس

إليكم أروع وأجمل القصائد التي قيلت في هذه المدينة المُقدّسة:

القدس

نزار قباني

بكيتُ.. حتّى انتهت الدّموع

صليتُ.. حتّى ذابت الشّموع

ركعتُ.. حتّى ملّني الرّكوع

سألتُ عن محمد، فيكِ وعن يسوع

يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء

يا قدسُ، يا منارةَ الشّرائع

يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرّسول

حزينةٌ حجارةُ الشّوارع

حزينةٌ مآذنُ الجوامع

يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

صبيحةَ الآحاد..

من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

في ليلةِ الميلاد..

يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

من يوقف الحجارة يا بلدي

من يوقفُ العدوان يا بلدي؟

عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

من يغسل الدّماءَ عن حجارةِ الجدران؟

من ينقذُ الإنجيل؟

من ينقذُ القرآن؟

من ينقذُ المسيحَ ممّن قتلوا المسيح؟

من ينقذُ الإنسان؟

يا قدسُ.. يا مدينتي

يا قدسُ.. يا حبيبتي

غداً.. غداً.. سيزهر اللّيمون

وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزّيتون

وتضحكُ العيون..

وترجعُ الحمائمُ المُهاجرة..

إلى السّقوفِ الطاهرة

ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

ويلتقي الآباءُ والبنون

على رُباك الزّاهرة..

يا بلدي..

يا بلد السلام والزّيتون.

بين يدي القدس

أحمد مطر

يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان

وليس لي أسلحة وليس لي ميدان

كل الذي أملكه لسان

والنّطق يا سيدتي أسعاره باهظة، والموت بالمجان

سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران

أقول نصف كلمة، ولعنة الله على وسوسة الشيطان

جاءت إليك لجنة، تبيض لجنتين

تفقسان بعد جولتين عن ثمان

وبالرفاء والبنين تكثر اللجان

ويسحق الصّبر على أعصابه

ويرتدي قميصه عثمان

سيدتي، حيّ على اللّجان

حيّ على اللّجان!

ماذا تبّقى في أرض الأنبياء

فاروق جويدة

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء.

لا شيء غير النّجمة السوداء

ترتع في السّماء

لا شيء غير مواكب القتلى

وأنّات النساء

لا شيء غير سيوف داحس التي

غرست سهام الموت في الغبراء

لا شيء غير دماء آل البيت

مازالت تحاصر كربلاء

فالكون تابوت

وعين الشّمس مُشنقةُ

وتاريخ العروبة

سيف بطش أو دماء

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء

خمسون عاماً

والحناجر تملأ الدنيا ضجيجاً

ثم تبتلع الهواء

خمسون عاماً

والفوارس تحت أقدام الخيول

تئن في كمد وتصرخ في استياء

خمسون عاماً في المزاد

وكلّ جلاد يحدق في الغنيمة

ثم ينهب ما يشاء

خمسون عاماً

والزّمان يدور في سأم بنا

فإذا تعثّرت الخُطى

عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء

خمسون عاماً

نشرب الأنخاب من زمن الهزائم

نغرق الدنيا دموعاً بالتّعازي والرّثاء

حتى السماء الآن تغلق بابها

سئمت دعاء العاجزين وهل تُرى

يجدي مع السّفه الدّعاء

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟

أترى رأيتم كيف بدّلت الخيول صهيلها

في مهرجان العجز

واختنقت بنوبات البكاء

أترى رأيتم

كيف تحترف الشّعوب الموت

كيف تذوب عشقاً في الفناء

أطفالنا في كل صبح

يرسمون على جدار العمر

خيلاً لا تجيء

وطيف قنديل تناثر في الفضاء

والنّجمة السّوداء

ترتع فوق أشلاء الصّليب

تغوص في دم المآذن

تسرق الضحكات من عين الصّغار

الأبرياء

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟

ما بين أوسلو

والولائم .. والموائد والتّهاني .. والغناء

ماتت فلسطين الحزينة

فاجمعوا الأبناء حول رفاتها

وابكوا كما تبكي النساء

خلعوا ثياب القدس

ألقوا سرّها المكنون في قلب العراء

قاموا عليها كالقطيع

ترنح الجسد الهزيل

تلوثت بالدم أرض الجنة العذراء

كانت تحدق في الموائد والسّكارى حولها

يتمايلون بنشوة

ويقبلون النّجمة السّوداء

نشروا على الشّاشات نعياً دامياً

وعلى الرفات تعانق الأبناء والأعداء

وتقبلوا فيها العزاء

وأمامها اختلطت وجوه النّساء

صاروا في ملامحهم سواء

ماتت بأيدي العابثين مدينة الشّهداء

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟

في حانة التّطبيع

يسكر ألف دجّال وبين كؤوسهم

تنهار أوطان .. ويسقط كبرياء

لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاء

حملوه بين الناس

في البارات .. في الطّرقات .. في الشّاشات

في الأوكار .. في دور العبادة

في قبور الأولياء

يتسلّلون على دروب العار

ينكفئون في صخب المزاد

ويرفعون الراية البيضاء..

ماذا سيبقى من سيوف القهر

والزمن المدنّس بالخطايا

غير ألوان البلاء

ماذا سيبقى من شعوب

لم تعد أبداً تفرق

بين بيت الصّلاة .. وبين وكر للبغاء

النجّمة السّوداء

ألقت نارها فوق النّخيل

فغاب ضوء الشمس .. جفّ العشب

واختفت عيون الماء

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟

ماتت من الصمت الطويل خيولنا الخرساء

وعلى بقايا مجدها المصلوب ترتع نجمة سوداء

فالعجز يحصد بالردى أشجارنا الخضراء

لا شيء يبدو الآن بين ربوعنا

غير الشتات.. وفرقة الأبناء

والدّهر يرسم صورة العجز المهين لأمة

خرجت من التاريخ

واندفعت تهرول كالقطيع إلى حمى الأعداء..

في عينها اختلطت

دماء الناس والأيام والأشياء

سكنت كهوف الضعف

واسترخت على الأوهام

ما عادت ترى الموتى من الأحياء

كُهّانها يترنحون على دروب العجز

ينتفضون بين اليأس والإعياء

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟

من أي تاريخ سنبدأ

بعد أن ضاقت بنا الأيام

وانطفأ الرّجاء

يا ليلة الإسراء عودي بالضياء

يتسلل الضوء العنيد من البقيع

إلى روابي القدس

تنطلق المآذن بالنداء

ويطلّ وجه محمد

يسري به الرّحمن نوراً في السماء..

الله أكبر من زمان العجز..

من وهن القلوب.. وسكرة الضعفاء

الله أكبر من سيوف خانها

غدر الرفاق.. وخِسة الأبناء

جلباب مريم

لم يزل فوق الخليل يضيء في الظّلماء

في المهد يسري صوت عيسى

في ربوع القدس نهراً من نقاء

يا ليلة الإسراء عودي بالضياء

هزي بجذع النّخلة العذراء

يتساقط الأمل الوليد

على ربوع القدس

تنتفض المآذن يبعث الشّهداء

تتدفّق الأنهار.. تشتعل الحرائق

تستغيث الأرض

تهدر ثورة الشرفاء

يا ليلة الإسراء عودي بالضّياء

هزّي بجذع النّخلة العذراء

رغم اختناق الضّوء في عيني

ورغم الموت.. والأشلاء

مازلت أحلم أن أرى قبل الرحيل

رماد طاغية تناثر في الفضاء

مازلت أحلم أن أرى فوق المشانق

وجه جلاد قبيح الوجه تصفعه السماء

مازلت أحلم أن أرى الأطفال

يقتسمون قرص الشّمس

يختبئون كالأزهار في دفء الشتاء

مازلت أحلم…

أن أرى وطناً يعانق صرختي

ويثور في شمم.. ويرفض في إباء

مازلت أحلم

أن أرى في القدس يوماً

صوت قداس يعانق ليلة الإسراء

ويطل وجه الله بين ربوعنا

وتعود.. أرض الأنبياء.

في القدس

تميم برغوثي

مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا

عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها

فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ

فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها

تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ

إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها

وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها

تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها

فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه

فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها

متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً

فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها.

في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته

يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ

في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا

يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها

في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،

رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،

قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى

وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً

تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً

مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ

في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ

في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ

في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ

وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً

أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم

ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ

أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ

حجابَ واقِعِها السّميكَ لكي ترى فيها هَواكْ

في القدسِ كلًّ فتى سواكْ

وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزّمانُ بِبَيْنِها

ما زِلتَ تَرْكُضُ خلفها مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها

فًارفق بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ

في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ.

يا كاتبَ التّاريخِ مَهْلاً

فالمدينةُ دهرُها دهرانِ

دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ

وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ

والقدس تعرف نفسها

اسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ

فكلُّ شيئ في المدينةِ

ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ

في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ

حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ

تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السّنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ.

في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ

في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،

فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ

تبدو برأيي، مثل مرآة مُحدّبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها

تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها

تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها

إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها

وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها

ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً

إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ.

في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الدّاكناتُ

كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ

ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس

أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النّقشُ بالألوانِ،

وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،

فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،

حتى إذا طال الخلافُ تقاسما

فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ

إن أرادَ دخولَها

فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ.

في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى ممّا وراءَ النهّرِ

باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً

فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى

فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ.

في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ

واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ

وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"

وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!".

في القدس يرتاحُ التّناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،

كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،

والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ.

في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً

لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ

يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ.

في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،

فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ.

في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها

الكل مرُّوا من هُنا

فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمناً

امرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ

فيها الزّنجُ، والإفرنجُ، والقِفْجَاقُ، والصِّقْلابُ، والبُشْنَاقُ

والتّاتارُ، والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنُّساكُ،

فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى

كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا

أتراها ضاقت علينا وحدنا

يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا

يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرّةً أخرى، أراك لَحَنْتْ.

العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها

والقدس صارت خلفنا

والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،

تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ

إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ

قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ

يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟

أَجُنِنْتْ؟

لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ

لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ

في القدسِ من في القدسِ لكنْ

لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ.

المراجع
  • ↑ "القدس عبر التاريخ .. العربي الدائم واليهودي الطارىء"، الجزيرة. بتصرّف.
  • المقالات المتعلقة بكلمات في القدس