قوم عاد وثمود

قوم عاد وثمود

يأتي ذكر قوم عاد وثمود غالباً في القرآن الكريم معاً، فعندما يذكر هذان القومان تترافق صفاتهما؛ ففي سورة القمر ومن الآية السابعة عشر قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23). وفيما يلي شرح أكثر عن هذين القومين.

قوم ثمود

هم قوم صالح وقد ورد ذكرُ قوم ثمود في القرآن الكريم مراراً، ويعتقد أنّهم قد بنوا منازلهم بنحتها في الصخر، وقد أكد القرآن ذلك عندما أخبرنا الله عز وجل: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ). وورد اسم ثمود أيضاً في النصوص الآشورية؛ حيث إنّه وفي أحد معارك الملك سرجون الثاني كانت النتيجة عند انتهاء المعركة انتصار الآشوريون وإخضاع الثموديين.

في اليمن وجدت بعض الكتابات الثمودية، وتكرّر الأمر في العلا، وحائل، ودمشق، ومصر، وتدمر؛ فهناك دائماً شكوك ما إذا كانت بالفعل هذه نصوص تعود لقوم ثمود أي ثموديّة أم لا! فتلك اللغة التي عثر عليها في محافظة ثمود في اليمن، ولذلك سمّيت باللغة الثمودية، وهي ليست كما يعتقد الجميع نُسبت الى ثمود النبي.

وقد اكتشفت الكتابات لأوّل مرّة بخط المسند وكانت في عدة مواضع، ولهذا نشأ الاعتقاد أنّهم كانوا يعيشون في اليمن، ومن ثمّ ارتحلوا إلى الشمال، ويوجد تفسيرٌ آخر يعتقد به أنّ مملكة ما كانت المسيطرة على ما يعرف بطريق البخور وما يمرّ في طريقها من ممالك صغيرة منتشرة على امتداد الطريق، وأهم هذه الممالك مملكة لحيان بمنطقة ديدان في العلا.

قوم عاد

مدينة إرم هي عاصمة دولة قوم عاد، ويتوقع أنها تقع في الأراضي بين اليمن وعُمان، وقال المؤرخون إنّ عاداً كانوا يعبدون ثلاثة أصنام يُقال لأحدها (صداء) والآخر (صمود) والثالث هو (الهباء) وذلك حسب تاريخ الطبري. وقد بعث النبي هود لقوم عاد ليدعوهم لترك عبادة أصنامهم والتوجّه إلى عبادة الله تعالى وحده، ولأنّ ذلك هو سبيلهم ليتقوا عذاب يوم القيامة، لكنّهم احتقروه وتجاهلوه ووصفوه بأنّه رجلٌ سفيه ورموه بالطيش والكذب، لكن هوداً نفى عنه هذه الصفات وأكّد لهم بأنه رسولٌ جاءهم من ربّ العالمين، ولا غاية له غير نصحهم.

استمرّ هود في توجيه الخطاب لقومه محاولاً إقناعهم للرجوع إلى الطريق المستقيم مُذكّراً إياهم بما أنعم الله عليهم، ويذكر عنه أنّه قال: «هل يثير عجبكم أو استغرابهم أن جائكم الإرشاد من ربكم على يد رجل منكم؛ لينذركم من سوء العقاب لمن انتهج الضلال؟ ألا تذكرون أنّه جعلكم الورثة للأرض بعد قوم نوح الذين أُهلكوا بذنوبهم، وهو الذي زادكم قوةً في الأبدان وفي السلطان! وهذه نعمة تتطلّب منكم أن تؤمنوا به وتشكروه، لا أن يجد منهم الكفر به».

وحسب ما يقوله القرآن الكريم فإن قوم هود لم يشكروا نعم الله عليهم وانغمسوا بالشهوات، وتكبروا، فنزل عليهم العذاب على شكل ريحٍ عاصفةٍ مُحملة بالغبار والرمل والأتربة.

المقالات المتعلقة بقوم عاد وثمود