أين توفي الرسول عليه الصلاة والسلام

أين توفي الرسول عليه الصلاة والسلام

مقدّمة

اختصّ الله سبحانه وتعالى نبيّه محّمد عليه الصّلاة والسّلام بأن بعثه برسالة الإسلام الخاتمة والمهيمنة على جميع الرّسالات والشّرائع، فكان عليه الصّلاة والسّلام خير من تحمّل الأمانة فأدّى رسالة ربّه وتحمّل الأذى والصّدّ في سبيلها متوكّلا على ربّه سبحانه، وقد ساومه الكفّار على هذه الرّسالة بالتّرغيب تارة وبالتّرهيب تارة فلم يزده ذلك إلا يقينًا بربّه وإصرارًا على دعوته حتّى شاء الله تعالى لهذه الدّعوة أن تقوى شكوتها بعد الهجرة إلى المدينة المنوّرة وتأسيس الدّول الإسلاميّة الأولى التي بعثت نور الإسلام في ربوع المعمورة.

لقد كانت حياة النّبي عليه الصّلاة والسّلام وعلاقته مع أصحابه مبنيّة على الحبّ الشّديد إذ كانوا يفتدونه بأنفسهم وبأبنائهم ولسان حالهم يردّد فداك أبي وأمي يارسول الله، ففي الحروب والمعارك كان المسلمون يتلقّون السّهام وضربات السّيوف عنه يشدّهم إلى ذلك حبّهم العميق له، وفي غزوة أحد وحينما وردت الأخبار عن أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام قد قتل انهارت معنويات كثيرٍ من الصّحابة وخارت قواهم لشعورهم بفقدان أحبّ النّاس إلى قلوبهم، فجاء أبو الصديق رضي الله عنه فذكّر المسلمين بقوله تعالى: "وما محمّد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"، فكأنّما نزلت تلك الآية وقتها على المسلمين فأفاقوا من غيبتهم أمام حقيقة أنّ الأنبياء كحال غيرهم من النّاس يموتون كما يموتون ولهم أجل معلوم.

وفاة النبي عليه الصلاة والسلام

لم يأت على المسلمين يومٌ هو أظلم وأشدّ على المسلمين من اليوم الذي مات فيه النّبي محّمد عليه الصّلاة والسّلام، فقد بدأ المرض يسري في الجسد الطّاهر في مطلع شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة فاستأذن النّبي أزواجه أن يمرّض في بيت السّيدة عائشة رضي الله عنه فأذنوا له، وقد بقي في مرضه هذا ما يقارب ثلاثة عشر يومًا لا يصلّي بالنّاس وإنّما انتدب سيّدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليصلّي بالنّاس وقد بقي الوحي يتنزل عليه في فترة مرضه وكان يوصي النّاس بعددٍ من الأمور منها الوصية بالصّلاة وملك اليمين وكذلك أمره بإخراج المشركين من جزيرة العرب.

في اللحظات الأخيرة تحدّث السيدة عائشة رضي الله عنها كيف دخل عليها أخوها عبد الرحمن بسواك فأخذته ليتساك منه النّبي عليه الصّلاة والسّلام وألانته له، وقد كانت آخر كلماته اللّهم مع النّبيّين والصّديقين والشّهداء والصّالحين، اللهم مع الرّفيق الأعلى، فشخصت بصره نحو السّماء وفاضت روحه الطّاهرة التي لم تعرف البشريّة مثلها من قبل ومن بعد.

قد كانت وفاته عليه الصّلاة والسّلام في المدينة المنوّرة في حجرة السّيدة عائشة حيث قبضت روحه والأنبياء كما يعلم يدفنون حيث تقبض أرواحهم.

المقالات المتعلقة بأين توفي الرسول عليه الصلاة والسلام